اخبار البحرين
موقع كل يوم -جريدة البلاد
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢١
في الثاني من يناير من العام 2017، طوت الراحلة ريم الجودر آخر صفحة من المعاناة مع المرض، وصعدت روحها إلى بارئها وهي في العقد الرابع من العمر، وفي آخر فيديو لها وهي في رحلة العلاج بسنغافورة، حيث فارقت الحياة هناك، وعلى الرغم من تعبها الشديد والمتابعة العلاجية الشاقة، لكنها كانت ترسل التحايا للأهل والأحبة بابتسامة.. تتحدى فيها الألم وتخبئ نتائج التحاليل والعلاج التي لم تكن تنبئ بالخير، لكنها واصلت ابتسامتها حتى آخر لحظة في حياتها.
مواساة الحجيري
كانت عباراتها تحمل التحية والسؤال عن أحبتها، وفي الوقت ذاته، تدعو لهم بالخير وتتمنى منهم أن يدعوا لها بالشفاء، ولكن، انقطعت رسائلها لاسيما المصورة منها ربما لأنها كانت في وضع لا تحب أن يراها أحبتها فيه ولا أن تحزنهم، ويتذكر الزميل المصور رسول الحجيري وهو مشرف التصوير بصحيفة “البلاد” علاقته بالراحلة وزوجها بدر، وهو الذي تواصل معها في مراحل علاجها يقوي من عزيمتها ويواسيها، وقد جمعتهما ذكريات العمل الصحافي طوال سنين.
سعة صدر
في العام 1997، حين بدأت الراحلة العمل كصحافية متدربة، كانت تتمتع بسعة صدر وطول بال وقدرات ذاتية من الصبر والتحمل والعمل في مختلف الظروف؛ لكي تصقل تجربتها لحبها للكتابة وللصحافة، وللعلم، كانت تعشق كتابة الخواطر وتتميز بأسلوب جميل رشيق، لكنها لم تواصل في هذا اللون من الكتابة، وكانت تقضي ساعات طويلة في العمل حتى بعد أن تنجز مهامها، فكانت حريصة جدًا على أن تتعلم من الزملاء والزميلات ممن هم أكثر منها خبرة، ولهذا، كانت تنتقل من محرر إلى آخر لتعرض عليهم ما كتبته من تقارير وتأخذ رأيهم في الأخبار والتقارير والتحقيقات الصحافية، وتتلقى الملاحظات والإرشادات بصدر رحب ولا تتركها إلى اليوم التالي، وكانت (شقيقتها شيماء) بمثابة المساند والمشجع والداعم لها، وكانت شيماء تبقى لساعات ترافقها حتى تنهي عملها رغم ارتباطها بالدراسة الجامعية وقتذاك.
باقة فرح
امتازت أفكار الراحلة بالإنسانية والإيثار، وكانت تهتم برسم الفرح من خلال عملها الصحافي، ومن أبرز أفكارها زيارتها لمرضى في المستشفيات في المناسبات كالأعياد، خصوصًا الأطفال، وتقديم الهدايا والزهور لهم، وكانت فكرة جميلة جدًا بحيث تقدم لهم الهدايا وتهنئهم بالعيد ثم تكتب ما شاهدته في تلك الزيارة وما قاله المرضى وتنقل مشاعرهم وتهانيهم، وكانت تتحدث بسعادة مع زملائها وزميلاتها عن كيف كان الأطفال والكبار يفرحون بالتهاني والهدايا ويعبرون عن تقديرهم وشكرهم لهذه المشاعر النبيلة.. تلك المشاعر التي هي السمة الأكبر حين يتذكرون زميلة اسمها (ريم الجودر) رحلت عن هذه الدنيا.