رددها فنانون عرب.. أغانٍ خليجية خلدتها الذاكرة وبقيت بالأذهان

كامل جميل - الخليج أونلاين

ما الذي يميز الأغنية الخليجية؟

ارتباطها بالموروث الكلماتي والموسيقي الخليجي.

ما دليل انتشار الأغنية الخليجية؟

إعادة غنائها بأصوات أشهر المطربين العرب.

من أشهر من غنى باللهجة الخليجية؟

الفنان عبد الحليم حافظ في أغنية 'يا هلي'.

بصمة واضحة ومهمة تركتها الأغنية الخليجية على المستوى العربي، جذبت قيمتها الفنية والموسيقية كبار الفنانين العرب لغنائها؛ بسبب تميزها من ناحية الكلمة، واللحن المتمكن من نقل التأثير إلى مسامع المتلقي العربي.

من وضعوا بصمة مهمة في تاريخ الأغنية الخليجية، وجعلوها تحلق في فضاءات الأسماع العربية من كتاب وموسيقيين ومغنين توفي كثيرون منهم، لكن ما تركوه في فضاء الأغنية سيبقى يخلد ذكرهم على مدى الأجيال المتعاقبة.

آخر الراحلين إلى العالم الآخر ممن تركوا بصماتهم في الأغنية الخليجية، الشاعر القطري عبد الله عبد الكريم الحمادي، الذي توفي مؤخراً عن 71 عاماً بعد صراع مع المرض.

وكتب الراحل أغنية 'الله يا عمري يا قطر' الشهيرة، التي ألفها سنة 1975 خلال وجوده في رحلة عمل بلبنان، حيث نشبت الحرب الأهلية، وتعرض خلالها للخطر، فتذكر ما يعيشه في بلاده من أمن واستقرار لتخرج هذه الكلمات، حسب حوار سابق له مع صحيفة 'الشرق' المحلية في 2017.

هذه الأغنية بقيت خالدة تتناقلها أجيال القطريين، وتزيد بسبب صدق الكلمة وقوة اللحن من حب الوطن؛ لتبقى من أبرز الأغنيات الوطنية القطرية.

وأغنية 'الله يا عمري قطر' هي من ألحان الموسيقار القطري عبد العزيز ناصر العبيدان، الذي توفي عام 2016.

بعيداً عن ذلك، فالأغنية القطرية تركت بصمة واضحة خليجياً وعربياً أيضاً، على الرغم من قلة عدد الملحنين والمطربين في هذا البلد الخليجي، الذي يعتبر طبيعياً مع قلة عدد نفوس مواطنيه.

من بين أشهر الأغاني التراثية التي ما تزال عالقة في أذهان الأجيال الخليجية، ونالت انتشاراً عربياً، كانت 'واقف على بابكم'، وهي للفنان صاحب الصوت المرهف فرج عبد الكريم.

وساهم فرج بصورة كبيرة للغاية في تطوير الأغنية القطرية على الرغم من قصر مشواره الفني؛ حيث توفي عام 1989 عن 44 عاماً، وكانت أغنيته 'واقف على بابكم' غناها عديد من المشاهير في الخليج، وهي أيضاً من ألحان عبد العزيز ناصر العبيدان، ومن كلمات الشاعر الراحل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة.

ريم وادي ثقيف

للغناء السعودي أثر يمكن القول إنه الأكبر خليجياً والأكثر تأثيراً عربياً ووصولاً إلى مختلف البلدان العربية، لا سيما مع أسماء تعتبر قمماً كبيرة في الغناء العربي، مثل الراحل طلال مداح، والفنان محمد عبده، الذي يلقب بـ'فنان العرب'.

ويمكن القول إن عشرات الأغاني السعودية تركت أثراً مهماً وبارزاً، ويبرز من بين أهمها وأكثرها شهرة وتأثيراً أغنية 'يا ريم وادي ثقيف'.

هذه الأغنية حلقت بجناحين أحدهما ملحنها ومغنيها الفنان الراحل طارق عبد الحكيم، والجناح الآخر كاتب كلماتها الشاعر الراحل الأمير عبد الله الفيصل.

ووفق ما يقول الفنان محمد عبده فإن أغنية 'يا ريم وادي ثقيف' تعتبر أول أغنية تعبر حدود الجزيرة العربية، حيث غنتها المطربة والممثلة المصرية اللبنانية الأصل نجاح سلام.

بل إن التأثير الموسيقي لهذه الأغنية جعلها تشد انتباه فنانين أجانب، وهو ما يتأكد من خلال اختيارها من قبل فرقة فلامنكو إسبانية لغنائها.

عبد الحليم حافظ

خطوة كبيرة خطتها الكويت لنقل الأغنية الكويتية والخليجية بشكل عام إلى خارج المنطقة الخليجية، وذلك عبر تخصيص أغنية كويتية لفنان عربي مشهور جداً.

في الستينيات كان المطرب المصري عبد الحليم حافظ يتربع على الساحة الغنائية العربية، حيث جذب إليه الشباب من مختلف البلدان العربية، عبر أسلوب غناء كان جديداً على الأسماع العربية جذب شريحة الشباب إليه.

وكان بروز عبد الحليم الذي لقب بـ'العندليب الأسمر' في وقت يصعب فيه على كثيرين البروز فيه، حيث 'كوكب الشرق' أم كلثوم تفرض بسطوة صوتها وجودها على الساحة الغنائية من الخليج إلى المحيط.

ووفق ما تروي الصحافة الكويتية، فإنه خلال زيارة عبد الحليم للكويت عام 1965، طلب أحد المسؤولين الكبار الذين يشجعون الغناء الكويتي من الملحن عبد الحميد السيد أن يقدم لحناً لعبد الحليم بهدف نشر الأغنية الكويتية عربياً.

فلحن السيد أغنية 'يا هلي'، وهي من كلمات الشاعر وليد جعفر، ونجحت فكرة المسؤول الكويتي، حيث لاقت الأغنية نجاحاً كبيراً في مختلف البلدان العربية.

مكناس بحرينية

البحث عن الكلمة وإنجاحها في أغنية تبقى خالدة على مرّ الأجيال عملية أشبه بنيل صيد ثمين أو العثور على كنز لا يقدر بثمن.

ذلك ما يمكن إطلاقه على أغنية 'شويخ من أرض مكناس' التي اشتهرت خليجياً عبر بوابة البحرين، على الرغم من أن الكلمات كتبت على مسافة تبعد عن المملكة التي لُحنت فيها 7 آلاف و233 كيلومتراً.

فهذه القصيدة ولدت في المغرب منذ أكثر من سبعة قرون، وقالها وزير يدعى أبا الحسن الششتري، حيث تصوف، ولأجل أن يُطهر ذاته من الكبر لبس في عنقه غرارة (وهو كيس من الخيش)، وثوباً بالياً ومشى في الأسواق متعكزاً على عكاز ينشد هذه القصيدة المشهورة.

هذه القصيدة كثيراً ما رددها العرب لما فيها من معانٍ سامية، لكن ألحان الملحن البحريني خالد الشيخ أضافت لها جمالية أخرى، بالإضافة إلى جمال أداء مغنيها أحمد الحميري، لتنتقل مرة أخرى لكن هذه المرة من غرب بلدان العرب، لتجوبها جميعاً وصولاً إلى موطن قائل كلماتها.

وهذه الأغنية هي أيضاً من بين الأغاني الخليجية التي غناها كثير من المطربين الخليجيين والعرب.

سيدي يا سيد ساداتي

واحدة من أروع القصائد الخليجية المغناة ومن أكثرها غزارة في الإحساس تلك التي كتبها الشاعر الإماراتي المعروف بأسلوبه الثري بالعاطفة والألم معاً، الراحل أحمد بن علي الكندي، التي يبدأ مطلعها بـ:

سيدي يا سيد ساداتي

سيد الخود المزاييني

راعني وارفق بحالاتي

دامني في حبك ارهيني

هذه القصيدة أجاد كثيراً الملحن والمطرب جابر جاسم في ترجمتها من نص إلى أغنية أخذ صداها ينتشر حتى تجاوزت حدودها المحلية والخليجية نحو العربية، لتتلقفها العديد من الأصوات وتعيد غنائها، أبرزها المطربة المغربية عزيزة جلال.

ذلك يعتبر من البديهيات، فالفنان جابر جاسم يعتبر محطة فارقة في تاريخ الأغنية الإماراتية، وأخذت جميع نتاجاته صدى كبيراً.

توثيق محلي

في سلطنة عُمان هناك تراث موسيقي مهم وكبير يوثق الغناء العُماني، وتزخر الساحة المحلية بأسماء لامعة في هذا المجال.

لكن ما يؤخذ عليه فن الغناء العُماني أنه يدور في فلك المحلية، ولم ينجح جيل موسيقي في نقل هوية هذا الغناء إلى خارج الرقعة الجغرافية الخليجية، بل حتى إن حضوره خليجياً ليس بالمستوى الذي عليه الفن الغنائي بدول الجوار.

ومن بين أبرز ما عرفته الساحة الغنائية العُمانية الفنان سالم علي سعيد، الذي له منجز موسيقي وغنائي كبير.

ومثل الموسيقيين العُمانيين الآخرين يلتزم سالم بالخطوط الموسيقية التراثية العُمانية، التي تجذب إليها المواطن العُماني لكونها تربطه بتراثه وتخاطبه من زاوية الموروث الموسيقي المحلي الذي بكل تأكيد هو أقرب إليه من موسيقى بلدان أخرى خليجية أو عربية.