الأسهم السعودية تواصل الصعود بدعم القطاعات الكبرى

محللون: السوق عززت تماسكها وقلصت الخسائر على الرغم من ضغوط التراجع

أنهى مؤشر الأسهم السعودية الرئيس جلسته الثانية في المنطقة الخضراء بعد ست جلسات من التراجع، فقد خلالها نحو 1300 نقطة كانت أقساها جلسة الأحد 19 يونيو (حزيران) الذي خسر فيها أكثر من 500 نقطة، وأغلق الثلاثاء مرتفعاً 298.11 نقطة بنسبة 2.6 في المئة، ليقفل عند مستوى 11659.64 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 6.5 مليارات ريال (1.73 مليار دولار). ووصلت كمية الأسهم المتداولة إلى 173 مليون سهم، تقاسمتها أكثر من 338 ألف صفقة، سجلت فيها أسهم 184 شركة ارتفاعاً في قيمتها، فيما أغلقت أسهم 24 شركة على تراجع.

وأوضح المستشار الاقتصادي علي بوخمسين، الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية، أن الضغوط القياسية الاستثنائية التي شهدتها أسواق المال العالمية، مع تغيير الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة لمواجهة التضخم الذي بلغ أرقاماً قياسية، كان آخرها رفعها الأربعاء الماضي 0.75 نقطة أساس، ما ترك آثاراً في البورصات  بمختلف دول العالم، وما صاحبها من خروج أموال من أسواق المال إلى استثمارات أكثر أمناً مثل سندات الخزائن.

خروج استثمارات من البورصات

وأشار إلى أن الأزمة التي أصابت الأسواق دفعت 2.2 تريليون دولار إلى الخروج من أسواق المال العالمية، وهي ظاهرة لم تشهدها البورصات منذ فترة طويلة، مبيناً أن العلاج الذي وضعه الفيدرالي الأميركي للتضخم لن يحدث بالصورة التي رسمها بسبب تداخل الأسباب وتشابكها، من بينها تعطل سلاسل الإمداد والإغلاقات في الاقتصاد الصيني، وآثار العقوبات في روسيا بسبب حرب أوكرانيا.

السوق السعودية الأقل ضرراً

وأكد بوخمسين أن البورصة السعودية والخليجية بشكل عام، أقل ضرراً من بقية الأسواق العالمية وتأثراً بالانخفاضات الحادة في البورصات الأميركية، إذ ترتبط أسواق المال المحلية لدينا بالإنفاق الحكومي الذي هو في ازدياد، بحيث سجلت الموازنة السعودية فائضاً مالياً بلغ نحو 208 مليارات ريال (55.43 مليار دولار) وهو رقم استثنائي بلغناه، لذلك نحن إزاء قفزة متوقعة في الإنفاق، ستنعكس على البورصة وستقلص من تأثيرات ارتفاع سعر الفائدة في البورصات العالمية.

ارتفاع غالبية الأسهم

من جانبه، أشار الباحث في الشأن المالي ناصر المحمد إلى أن السوق اليوم استطاعت التماسك وتحقيق مكاسب كبيرة، وشهدت الجلسة ارتفاعاً لغالبية الأسهم المتداولة، تقدمها كل من 'مصرف الراجحي' و'أرامكو السعودية' و'سابك' و'الأهلي السعودي' بنسب تراوحت بين 2 و4 في المئة. وتصدرت أسهم  'دار الأركان' و'بترورابغ' و'أكوا باور' و'الكيميائية' و'الصقر للتأمين' ارتفاعات بالنسبة القصوى، فيما أنهت أسهم 'بنك البلاد' و'جبل عمر' و'علم' و'بنك الجزيرة' و'استثمار' و'مصرف الإنماء' و'اللجين' و'إعمار' و'العربي الوطني' تداولاتها على ارتفاع بنسب تراوحت بين 4 و8 في المئة.

وكانت أسهم شركات 'بترو رابغ' و'الصقر للتأمين' و'الكيميائية' و'دار الأركان' و'أكوا باور' الأكثر زيادة، أما أسهم شركات 'صادرات' و'بحر العرب' و'شمس'، و'وفرة' و'إسمنت اليمامة' الأكثر تراجعاً في التعاملات، إذ تراوحت نسب الارتفاع والانخفاض ما بين 9.95 و9.98 في المئة.

فيما كانت أسهم شركات 'دار الأركان' و'الإنماء'، و'إعمار' و'الراجحي' و'صادرات' هي الأكثر نشاطاً بالكمّية، كما كانت أسهم شركات 'الراجحي' و'إس تي سي' و'الإنماء' و'دار الأركان' و'صادرات' هي الأكثر نشاطاً في القيمة.

وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الموازية (نمو) منخفضاً 166.98 نقطة ليقفل عند مستوى 20875.37 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها 25 مليون ريال (6.66 مليون دولار)، ووصلت كمية الأسهم المتداولة إلى أكثر من 469 ألف مليون سهم، تقاسمتها 2464 صفقة.

مكاسب في بورصة الكويت

في موازاة ذلك، أغلقت بورصة الكويت تعاملاتها على ارتفاع مؤشر السوق العام 79.08 نقطة، ليبلغ مستوى 7241.78 نقطة بنسبة زيادة 1.1 في المئة. وجرى تداول 191.2 مليون سهم نفذت عبر 12657 صفقة نقدية بقيمة 52.7 مليون دينار كويتي (171.7 مليون دولار).

وارتفع مؤشر السوق الرئيس 28.76 نقطة لينهي تداولاته عند مستوى 5622.16 نقطة بنسبة صعود بلغت 0.51 في المئة، جراء تداول 114 مليون سهم نفذت من خلال 6118 صفقة نقدية بقيمة 16.2 مليون دينار (52.7 مليون دولار).

كما صعد مؤشر السوق الأول 100.78 نقطة ليغلق عند 8029.77 بنسبة نمو بلغت 1.27 في المئة، من خلال تداول 77.1 مليون سهم عبر 6539 صفقة بقيمة 36.4 مليون دينار (118.5 مليون دولار).

ارتفاع في الدوحة ومسقط والمنامة

وفي الدوحة، سجل المؤشر العام لبورصة قطر ارتفاعاً بمقدار 6.26 نقطة، أي ما نسبته 0.05 في المئة، ليصل إلى 12 ألفاً و76.21 نقطة. وتم خلال الجلسة تداول 135.398 مليون سهم، بقيمة 491.242 مليون ريال (134.9 مليون دولار)، نتيجة تنفيذ 14303 صفقات في جميع القطاعات. وارتفعت في الجلسة أسهم 22 شركة، بينما انخفضت أسعار 21 شركة أخرى، فيما حافظت شركة واحدة على سعر إغلاقها السابق.

كما أقفل مؤشر بورصة مسقط (30) عند مستوى 4145.81 نقطة، مرتفعاً 9.3 نقطة وبنسبة 0.22 في المئة، بالمقارنة مع آخر جلسة تداول التي بلغت 4136.52 نقطة. ووصلت قيمة التداول إلى 1.530 مليون ريال عماني (3.97 مليون دولار)، مرتفعة بنسبة 34.7 في المئة بالمقارنة مع آخر جلسة تداول بلغت 1.135 مليون ريال عماني (2.99 مليون دولار).

وفي المنامة، أقفل مؤشر البحرين العام عند مستوى 1,837.86 بارتفاع قدره 7.22 نقطة عن معدل الإغلاق السابق، وذلك عائد إلى صعود مؤشر قطاع السلع الاستهلاكية الكمالية وقطاع المال وقطاع الصناعات وقطاع العقارات، في حين أقفل مؤشر البحرين الإسلامي عند مستوى 672.91 بانخفاض قدره 0.86 نقطة عن معدل إغلاقه السابق.

عودة الارتفاع في أبوظبي ودبي

إلى ذلك، أقفل مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية مرتفعاً بنسبة 1.3 في المئة عند مستوى 9418 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 1.3 مليار درهم (353.9 مليون دولار). ومن أصل 53 شركة تم تداول أسهمها، قفزت أسهم 41 شركة، بينما انخفضت أسهم 8 شركات، وبقيت 4 على ثبات.

وأغلق سهم 'الدار العقارية' مرتفعاً بنسبة 2.6 في المئة وبتداولات قاربت 14 مليون سهم، بينما صعد سهم 'أبو ظبي الأول' بنسبة 1.2 في المئة وبتداولات قاربت 13 مليون سهم. وزاد سهم 'بروج' بنسبة 0.3 في المئة وبتداولات تجاوزت 13 مليون سهم، بينما انخفض سهم 'ملتیبلاي' بنسبة 0.6 في المئة وبتداولات تجاوزت 47 مليون سهم.

كما أقفل مؤشر سوق دبي المالي مرتفعاً بنسبة 1.7 في المئة عند مستوى 3264 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها الإجمالية 223 مليون درهم (60.7 مليون دولار). وشهدت السوق صعود أسهم 20 شركة من أصل 24 شركة تم تداولها، بينما انخفضت أسهم شركتين، وبقيت شركتان على ثبات.