الصفقات الروسية تسلط الضوء على شركة ريلاينس أويل الهندية

مباشر- لقد كانت التجمعات السنوية للمستثمرين في شركة ريلاينس إندستريز المحدودة بمثابة يوم مميز في التقويم المالي الهندي، حيث يتوقع المساهمون أهدافًا طموحة وتصريحات جريئة ورؤية نادرة لملياردير يشاد بفطنته التجارية.

لكن من المرجح هذا العام أن يتركز الاهتمام على الحاضر بقدر ما يتركز على المستقبل.

من المؤكد أن المساهمين سيترقبون تفاصيل الإدراجات المرتقبة لعمليات ريلاينس في قطاعي الاتصالات والتجزئة، بالإضافة إلى فرص الاستثمار الخارجي في قطاع الطاقة النظيفة الناشئ . إلا أن هذا الاجتماع يأتي بعد يومين من مضاعفة الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على الهند عقابًا لها على وارداتها من النفط الروسي بأسعار مخفضة، وقد لفت موكيش أمباني الانتباه بشكل خاص لمشترياته التي من المرجح أن توفر للشركة مئات الملايين هذا العام.

وجدت شركة ريلاينس نفسها في مأزق. فالنفط الروسي غير خاضع للعقوبات، ووقف المشتريات استجابةً للضغوط الأمريكية يعني فسخ اتفاقية طويلة الأجل قائمة مع شركة روسنفت للنفط ، مما يعني التخلي عن ميزة استراتيجية في قطاع تكرير مربح ومتطور للغاية. وبالطبع، فإن التراجع سيتعارض مع موقف رئيس الوزراء ناريندرا مودي المتحدي.

مع ذلك، فإن عدم التغيير يُعرّض إمبراطورية بقيمة 214 مليار دولار للخطر بسبب استمرار فرض الرسوم الجمركية، بل وحتى العقوبات الأمريكية وغيرها من العقبات. وقد أُدرجت شركة نايارا للطاقة ، التي تُدير مصفاةً على مقربة من مجمع جامناجار المترامي الأطراف التابع لشركة ريلاينس على الساحل الغربي للهند، على القائمة السوداء للاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز، وواجهت منذ ذلك الحين تحديات مالية ولوجستية .

من المرجح أن يتطرق خطاب أمباني، الذي حظي بمتابعة واسعة، وهو أبرز أحداث يوم الجمعة، إلى التوترات الجيوسياسية، ولكن ليس إلى روسيا، وفقًا لما ذكره مصدر مطلع على الإجراءات. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الأمر، أنه سيركز بدلًا من ذلك على قطاعات أخرى، بما في ذلك العمليات الرقمية وتطورات مثل الذكاء الاصطناعي.

هذا لا يعني أن روسيا لن تُشكّل خطرًا. فقد صعّد كبار المسؤولين الأمريكيين انتقاداتهم خلال الأيام الأخيرة، ويوم الأربعاء، اتهم بيتر نافارو، المستشار التجاري للبيت الأبيض ، الهند مجددًا بتمويل 'آلة الحرب' الروسية. ولم يُسمّوا أمباني، مع أنهم اتهموا 'بعضًا من أغنى عائلات الهند' بالتربح من الحرب - في وقت تُعدّ فيه شركة يملكها أغنى رجل في الهند أكبر مشترٍ للنفط الخام الروسي في البلاد.

ومنذ بدأت حملة إدارة ترامب، خففت الهند ككل من مشترياتها من النفط الخام الروسي، لكنها لم تتوقف عن ذلك.

تساءل مارك لينسكوت، كبير المستشارين في مجموعة آسيا: 'هل ستكون الالتزامات بخفض مشتريات النفط الروسي والانتقال إلى مصادر أمريكية كافية لإدارة ترامب، أم أنها تتوقع من الحكومة الهندية التصدي لمزاعمها بالاستغلال؟' وأضاف: 'من الصعب معرفة كيف ستتمكن الحكومة من المناورة في هذا الأمر، نظرًا لصعوبة فهم أهداف إدارة ترامب'.

أمضت ريلاينس معظم العقد الماضي في التحول من أعمالها الأساسية في النفط والغاز نحو مستقبل أكثر مراعاةً للبيئة وأكثر تركيزًا على المستهلك. وقد أحدثت شركة ريلاينس جيو إنفوكوم المحدودة للاتصالات ثورةً في ملكية الهواتف الذكية في الهند. وأصبحت الشركة أكبر بائع تجزئة في البلاد، بأكثر من 19,000 متجر، وهي بصدد بناء مجمع التصنيع الأكثر طموحًا في البلاد لتصنيع أجهزة تحول الطاقة، من وحدات الطاقة الشمسية إلى البطاريات وأجهزة التحليل الكهربائي.

للتداول والاستثمار في البورصة المصريةاضغط هنا

لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوباضغط هنا