اخبار البحرين
موقع كل يوم -جريدة البلاد
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٢
قالت أمينة سر الجمعية البهائية الاجتماعية المحامية وفاء الأنصاري بأن أهم ما يميز البحرين حكومةً وشعباً هو روح التسامح والتعايش والمساواة بين كافة أطياف المجتمع الواحد، وهو العامل الأساسي لتقدم الشعوب وتمتعهم بالحرية والرخاء.
وأضافت الأنصاري “والتسامح صفة لا غنى عنها للعيش المشترك بين كل فئات المجتمع، وهو المحرك للسلام والإبداع والابتكار”.
كيف يقضي البهائيون يومياتهم الدينية، وهل لديكم معابد أو مراكز دينية تمارسون بها شعائركم؟
يتلو البهائيون الصلاة المفروضة في كل يوم، والتي تؤدى فرادى، كما يؤدون فريضة الصيام في شهر الصيام البهائي لمدة 19 يوما، والذي يصادف شهر مارس من كل عام، إذ يمتنعون عن الطعام والشراب من طلوع الشمس حتى غروبها.
كما يؤمن البهائيون بأن الأدعية والمناجاة لها أثر كبير في تطوير حياة الفرد والمجتمع وخلق مناخ يحفز على خدمة البشرية، كما ورد في الآية التالية “أن اجتمعوا بالرَّوْح والرَّيْحَان ثم اتلوا آيات الرَّحمَن بها تُفْتَحُ على قلوبكم أبواب العرفان إذاً تَجدوا أنفسكم على استقامة وتَروا قلوبكم في فرح مبين”.
بالإضافة إلى جلسات الدعاء التي تعقدها العائلات البهائية بمشاركة أدرصدقائهم وجيرانهم، يمكن للمرء أن يشهد تعبيرا عن مبدأ الوحدة والتعايش الذي يميز المجتمع البحريني في جلسة الدعاء التي تعقد بصورة مستمرة والتي يشارك فيها الناس من جميع أطياف المجتمع مع إخوانهم البهائيين بروح من المحبة والوحدة ويتم خلالها تلاوة الكلمات الإلهية من الآثار البهائية ومن غيرها من الكتب المقدسة؛ لتعزيز الحالة التعبدية والتقرب إلى الله عزّ وجلّ.
كما كانت هناك مبادرة تلبية لترحيب جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه لدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، حيث قام أطفال البحرين بمختلف أطيافهم وخلفياتهم بعقد دعاء جماعي على الفضاء الافتراضي بعنوان “دعاء لأجل الإنسانية”.
ما الذي يميز مملكة البحرين عن بقية نظرائها في المنطقة بهذا الشأن؟
أهم ما يميز البحرين حكومةً وشعباً هو روح التسامح والتعايش والمساواة بين كافة أطياف المجتمع الواحد، وهو العامل الأساسي لتقدم الشعوب وتمتعهم بالحرية والرخاء. والتسامح صفة لا غنى عنها للعيش المشترك بين كل فئات المجتمع وهو المحرك للسلام والإبداع والابتكار.
إن البهائيين قادرون على ممارسة معتقداتهم وعبادتهم بكل حرية وذلك لتقدمهم الروحي وكذلك المساهمة في العمل الصالح في مجتمعهم.
في كليومتر واحد بالعاصمة المنامة، ترى المسجد والمأتم والكنيسة والمعبد وغيرها، جنباً الى جنب، اللامَ يشير ذلك؟
هذا يعكس ما تميزت به البحرين منذ القدم من انفتاح وحريات دينية وأيضا روح التعايش والتسامح وروابط المحبة والألفة بين اتباع الأديان؛ تعزيزا لهذه الروح، كانت هناك مبادرة جميلة بمشاركة رجال الدين من أطياف المجتمع، حيث قامت الجمعية بعمل فيديو قصير بعنوان “كلنا متحدين” يعكس اتحادنا جميعاً في مواجهة الجائحة التي عصفت بالعالم. ودعت الجمعية بالتزامن مع الفيديو إلى مبادرة دعاء جماعي من منازلنا يشارك فيها كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة. رابط الفيديو لمبادرة “كلنا متحدين”.
تهتم البحرين بتعزيز حرية المعتقد والدين على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتدعو لإنشاء شبكات فعالة وطويلة الأمد بين المجتمعات، كمنصات عالمية للحوار، ما الذي تدعو اليه لتعزيز هذه الأطر والمفاهيم من حيث مسئولية المجتمع البحريني نفسه؟
من بين المبادرات التي نظمتها الجمعية خلال الجائحة مبادرة “جميعنا ننتمي لعائلة إنسانية واحدة”، حيث قامت الجمعية في شهر أغسطس ٢٠٢١م بعمل فيديو قصير بمشاركة عدد من المتطوعين في الخدمات الصحية من مختلف أطياف المجتمع.
يعكس الفيديو كيف أن اتحادنا جميعا في فترة الجائحة لخدمة المجتمع والتطوع كان أحد العوامل المحورية التي ساهمت في التغلب على الجائحة وتخفيف آثارها. إنَّ إدراكنا بأننا جميعا ننتمي إلى العائلة الإنسانية يعد أمراً أساسيا للتقدم والازدهار. إنّ التحديات الصحية في العالم أجمع فترة الجائحة قادتنا إلى قبول هذا المبدأ، فالنجاح لن يتحقق إلا عندما نقوم جميعنا لخدمة الصالح العام.
إنّ هذا النمط من العمل المشترك يُفضي إلى ظهور مجتمعات نابضة بالحياة ذات هدف وغاية، حيث تُبنى فيها العلاقات على أساس الوحدة المتأصلة في الإنسانية. كما يزداد وعي الأفراد بأن رفاههم يكمن في رفاه المجتمع بأسره والتزامهم برخاء الجميع.
إن خدمة المجتمع الخالصة والتي تتسم بالتفاني وروح العمل المشترك بين أطياف المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم تؤدي إلى تعزيز وتنمية صفات وفضائل من قبيل الأمانة والإيثار والتعاون والتحلي بالصبر. المهم هو العمل سوية؛ من أجل خدمة مجتمعنا لخير وصلاح الجنس البشري، حيث انه كلما تجلت صفات التعاون والتعاضد المتبادل، تقدمَ مجتمعنا أكثر في طريق الترقي والسعادة.
