اخبار البحرين
موقع كل يوم -وكالة أنباء البحرين
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
المنامة في 20 نوفمبر/ بنا / تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، افتتح معالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني مؤتمر 'The Market 2.0'، بتنظيم من بورصة البحرين بالتعاون مع اتحاد أسواق المال العربية، وبمشاركة أكثر من 300 متخصص و26 متحدثاً من الخبراء.
وقد ألقى معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني كلمة أكد فيها أن التكنولوجيا ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة تمكينية وإن المعيار الحقيقي للتقدم هو كيف تبني الابتكارات الثقة، وتوسّع نطاق الوصول، وتمكّن من تحقيق الفرص، مشيرا إلى أن مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله تبنت هذا النهج حيث تتم معظم المعاملات الاقتصادية اليوم بصورة رقمية، وتم توفير للمشاركين في العملية الاقتصادية الأدوات والضمانات والأطر التي تدعم مسيرة النمو.
وأشار معاليه إلى أن التكنولوجيا قد تغيّر كيفية عمل الأسواق، لكن سيادة القانون هي ما يسمح بتدفق رؤوس الأموال بثقة.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة، الضيوف الكرام،
بداية أود أن أعرب عن خالص تقديرنا لبورصة البحرين والاتحاد العربي لأسواق المال، ولجميع الرعاة على تنظيم هذا المؤتمر المُقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، والذي يجمع البورصات والجهات التنظيمية ورواد الأسواق.
إن مثل هذه الاجتماعات تحمل أهمية بالغة، إذ إن النقاش الذي نجريه اليوم لا يتعلق بالأسواق فحسب، بل يتصل بمستقبل منطقتنا، وتطلعات شعوبنا، والإرث الذي نود بناءه للأجيال القادمة.
سأشارككم ثلاث أفكار تعكس أهمية المرحلة التي نعيشها.
أولاً: نحن نشهد تحوّلاً كبيراً، إذ أن منطقة كانت تُعرف سابقاً بتصدير رؤوس الأموال أصبحت اليوم مركز جذب لها.
في دول مجلس التعاون الخليجي، تتجاوز قيمة أسواق الأسهم حالياً أربعة تريليونات دولار، مما يرسّخ مكانة منطقتنا ضمن أكبر الأسواق المالية عالمياً.
وفي الأشهر التسعة الأولى فقط من هذا العام، تجاوزت عمليات الطرح العام الأولي في المنطقة 5.5 مليار دولار، متفوقة على عدد كبير من المراكز المالية العالمية العريقة.
وفي مملكة البحرين، يتجلى هذا التحوّل من خلال نشاط متزايد في عمليات الطرح العام الأولي عبر قطاعات متعددة، حيث يشهد المستثمرون المؤسسيون الدوليون بثقتهم الكبيرة، في دليل على وضوح الأطر التنظيمية لدينا وانفتاحنا على العالم.
وهذا ليس إنجازاً معزولاً، بل مرحلة إقليمية نشهد فيها ارتفاعاً في السيولة، وزيادة في أحجام التداول، وتنوعاً أكبر في قاعدة المستثمرين.
أسواقنا لم تعُد ناشئة، بل أصبحت متقدمة، وهي الآن تنمو معاً.
ثانياً: تكمن أعظم قوتنا في وحدتنا.
لكل سوق من أسواقنا طابعه الخاص، لكن عندما تتصل هذه الأسواق ببعضها البعض، تتشكل صورة قوية: فترابط الأسواق العربية يجعل منطقتنا أعظم من مجموع أجزائها.
فمع عدد سكان يتجاوز 450 مليون نسمة – يشكّلون إحدى أكثر الفئات السكانية شباباً في العالم – واقتصاد خليجي يتجه لبلوغ ثلاثة تريليونات دولار من الناتج المحلي الإجمالي فإننا نقف على أعتاب إمكانيات غير عادية.
السؤال لم يعُد ما إذا كانت منطقتنا قادرة على أن تكون قوة مالية عالمية، بل أصبح: إلى أي مدى وبأي سرعة نرغب في تحقيق ذلك.
لقد بدأنا بالفعل نشهد خطوات ملموسة، من خلال تعاون تنظيمي أعمق، وتوحيد معايير الإفصاح، ومبادرات تُيسر الإدراج المشترك، وهذه هي اللبنات الأساسية لبناء منطقة ليست بأسواق منفصلة، بل كوجهة مالية مترابطة.
وتبقى مملكة البحرين ملتزمة تماماً بهذا التوجه، إذ يتميز قطاعنا المالي بالشمولية والانفتاح، ويقوم على دعم النمو المستدام والمبتكر.
سواءً من خلال استضافة عمليات الإدراج في البحرين أو تمكين المؤسسات البحرينية من تقديم المشورة بشأن إصدارات الصكوك والسندات في المنطقة، فإننا سنواصل تعزيز جسور التعاون التي تربط اقتصاداتنا.
ثالثاً: إن التكنولوجيا ستحدد ليس فقط قدرتنا التنافسية، بل أيضاً مكانتنا في مستقبل الاقتصاد العالمي.
إن التقنيات التي تُناقش اليوم، من المنصات المعتمدة على البيانات إلى نماذج التداول الجديدة، تعيد تشكيل الأسواق المالية في كل مكان. لكن يجدر بنا أن نتذكر: التكنولوجيا ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة تمكينية.
المعيار الحقيقي للتقدم هو كيف تبني الابتكارات الثقة، وتوسّع نطاق الوصول، وتمكّن من تحقيق الفرص.
وفي البحرين، تبنينا هذا الفكر. حيث تتم معظم المعاملات الاقتصادية اليوم بصورة رقمية، وقد وفّرنا للمشاركين في العملية الاقتصادية الأدوات والضمانات والأطر التي تدعم مسيرة النمو.
وسنواصل تعزيز هذه القاعدة.
في وقت سابق من هذا الشهر، ووفقاً لرؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، دشّنت مملكة البحرين المحكمة التجارية الدولية – وهي خطوة بارزة تعزز من ثقة المستثمرين وترسخ سيادة القانون.
لأن التكنولوجيا قد تغيّر كيفية عمل الأسواق، لكن سيادة القانون هي ما يسمح بتدفق رؤوس الأموال بثقة.
السيدات والسادة،
نقف اليوم أمام مرحلة مفصلية – مرحلة ترسمها أسواق قوية، واقتصادات متنوعة، وروح تعاون إقليمي غير مسبوقة.
مسؤوليتنا واضحة الآن: أن نبني الروابط التي تعزز من قوتنا الجماعية، وأن نشيّد منطقة حديثة وتنافسية تليق بطموحات شعوبنا.
شكراً لأفكاركم، وشكراً لتفاعلكم، وشكراً لإيمانكم بوعد مستقبلنا المشترك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد السيد يوسف اليوسف، رئيس مجلس إدارة بورصة البحرين، أن بورصة البحرين تعمل حاليًا على إعداد خارطة طريق استراتيجية للبورصة تتضمن خطة شاملة لتطوير سوق رأس المال، بهدف تعزيز مكانة السوق وتحسين تصنيفه، وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من المبادرات الرامية إلى ترسيخ دور أسواق المال كقوة دافعة للتنمية الاقتصادية في مملكة البحرين، وإبراز أهميتها في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما أشار الشيخ خليفة بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبورصة البحرين إلى أن مؤتمر 'The Market 2.0' نجح في تعزيز مكانته كمنصة ديناميكية تجمع المبتكرين وصانعي السياسات وقادة القطاع، لتبادل الخبرات واستعراض الإنجازات وبحث سبل توظيف التكنولوجيا في بناء منظومة أكثر تطورًا وكفاءة لأسواق رأس المال، مما يجسد الالتزام المستمر بدعم الابتكار وتعزيز منظومة مالية في مملكة البحرين قادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
ومن جانبه، أعرب السيد بلال سحنون رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي لأسواق المال والرئيس التنفيذي لبورصة الجمهورية التونسية عن اعتزازه بانعقاد مؤتمر 'The Market 2.0' في بيئة تشهد تحولاً رقمياً متسارعاً في البنى التشغيلية لأسواق المال، مؤكداً أن التحول الرقمي لم يعد خياراً بل ضرورة استراتيجية لضمان مرونة الأسواق واستدامتها، مشيراً إلى أن المؤتمر يُشكّل منصة للحوار وتبادل الخبرات حول مستقبل البنى التحتية للتداول. وبيّن أن الاتحاد العربي لأسواق المال يلتزم بدعم بناء منظومة إقليمية مترابطة وقادرة على مواكبة الابتكار العالمي، بالتعاون الوثيق مع بورصة البحرين.
كما أكد السيد رامي الدكاني، الأمين العام لاتحاد أسواق المال العربية أن مؤتمر 'The Market 2.0' جسد الإيمان المشترك بأهمية التعاون لتعزيز القوة التنافسية، حيث تركزت الرؤية الأساسية للمؤتمر على دعم الرؤساء التنفيذين في تحقيق التقدم في رحلة التحول الرقمي، لافتًا إلى أن التكنولوجيا لم تعد مجرد ميزة هامة يجب توفرها، بل أصبحت بمثابة بنية تحتية تتيح لأسواق رأس المال تحقيق الاستقرار والنمو واكتساب الثقة، موضحًا أن تركيز أسواق المال ينصب على الثقة- الثقة في اللوائح التنظيمية، والثقة في الاقتصاد، والثقة في التكنولوجيا المستخدمة، لذا يجب إيلاء أهمية قصوى للأتمتة، وتحسين دورات التسوية، ودعم الثقافة المالية، وتشجيع المستثمرين من الأفراد، فضلا عن العديد من المجالات الأخرى.
وعلى هامش المؤتمر، نظم اتحاد أسواق المال العربية برنامج بناء القدرات لرؤساء التكنولوجيا (CTO)، بمشاركة 26 مشاركًا من البورصات الإقليمية وشركات الوساطة وشركات الإيداع. ويستهدف البرنامج، الممتد على مدى يومين، قادة التكنولوجيا والبورصات ويركز على التحول الرقمي عبر تناول مجموعة من المحاور مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين والتكنولوجيا المالية (FinTech).
ويحظى مؤتمر The Market 2.0 بدعم نخبة من أبرز المؤسسات المالية في المنطقة، إذ تضم قائمة الرعاة من الفئة البلاتينية كلاً من بنك البحرين والكويت وبيت التمويل الكويتي، بينما تأتي شركة إنفوتك راعياً من الفئة الذهبية. كما تشمل الرعاة من الفئة الفضية كلاً من شركة إيداع (قطر)، ومجموعة جي إف إتش المالية، ومجموعة ITRS، وميمكس (MEMX)، وسهم كابيتال، وبنك السلام. وينضم كل من ناسداك (Nasdaq) وشركة ثاندر (Thndr) كرعاة للعارضين، فيما تشارك صحيفة الأيام ومنصة زاوية كشريكين إعلاميين للمؤتمر.
م.خ, S.E
