اخبار البحرين
موقع كل يوم -وكالة أنباء البحرين
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
أبوظبي في 26 أبريل / بنا / تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة حراكًا ثقافيًا وفنيًا لافتًا تجسده العديد من الأحداث والمبادرات التي تعزز مكانة الدولة كمنارة للإبداع الإنساني والإشعاع الحضاري على مستوى المنطقة والعالم.
وتبرز 5 أحداث رئيسية شكلت مؤخرًا علامات فارقة في المشهد الثقافي لدولة الإمارات، والتي تمثلت في انتهاء أعمال ترميم منارة الحدباء في الموصل، وافتتاح متحف 'تيم لاب فينومينا أبوظبي'، وتأسيس 'الأوركسترا الوطنية'، وإطلاق مبادرة 'إرث دبي'، إضافة إلى اعتماد وسام الإمارات للثقافة والابداع.
(منارة الحدباء)
في فبراير الماضي، تم الإعلان عن انتهاء أعمال ترميم منارة جامع النوري في مدينة الموصل العراقية (الحدباء) لتدخل في قائمة الكنوز التاريخية العالمية التي أسهمت دولة الإمارات في إعادة الحياة لها، والتي تتضمن جامع النوري وكنيستي الطاهرة والساعة بالموصل، وقبة الصخرة ومسجد عمر بن الخطاب وكنسية المهد في بيت لحم، ومسرح قصر الشيخ خليفة بن زايد – قصر فونتينبلو الإمبراطوري سابقًا – في فرنسا، ومتحف الفن الإسلامي في مصر، ومكتبة ماكميلان التاريخية في نيروبي، ونُزُل السلام في مدينة المحرّق البحرينية.
وكانت الإمارات قد انضمت في عام 2018 إلى مبادرة 'إحياء روح الموصل' التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'يونيسكو'، حيث تعهدت بتقديم أكثر من 50 مليون دولار لإعادة بناء التراث الثقافي في مدينة الموصل العراقية.
وأكدت سعادة أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونسكو'، أن دولة الإمارات كانت الممول الرئيسي لهذا المشروع الطموح الذي نجح في إعادة بناء معالم الموصل التاريخية، مثل مسجد النوري ومنارته الحدباء، وكنيسة الطاهرة، ودير الدومينيكان، كما أسهم المشروع في ترميم 124 منزلاً تاريخياً، ما سمح بعودة أكثر من 170 عائلة إلى منازلهم.
وأضافت أزولاي أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في التعاون الثقافي الدولي، سواء من خلال الأمم المتحدة أو مجموعة العشرين، ما يجعلها شريكاً أساسياً لليونسكو.
(تيم لاب فينومينا أبوظبي)
شكل افتتاح متحف 'تيم لاب فينومينا أبوظبي' للفنون الرقمية إضافة جديدة ومهمة للمنطقة الثقافية في جزيرة السعديات في العاصمة أبوظبي، والتي ستُصبح عند اكتمالها من بين أهم وأكبر التجمُّعات الثقافية في العالم.
ويمتد متحف 'تيم لاب فينومينا أبوظبي' على مساحة 17,000 متر مربع، وقد تم تصميمه لإطلاق العنان للخيال الفني لدى الزوّار، حيث يتطور التصميم الفني لكل قطعة فنية من خلال التفاعل بين الضوء والصوت والحركة.
ويتكون المتحف من منطقتين متميزتين، هما: المنطقة الجافة والمنطقة الرطبة، حيث يعيش الزوار سلسلة من التجارب المتمثلة في عدد من المشاهد الساحرة والمناظر النابضة بالحياة والتركيبات التفاعلية التي تتلاشى من خلالها الحدود الفاصلة بين الفن والجمهور.
ويضم المتحف مناطق تفاعلية تمكن الزوّار من خوض تجارب فنية من خلال عروض مرئية وأعمال رقمية متنوعة تسمح بالتواصل مع البيئة المحيطة في جو يمزج بين الفن والعلم والتكنولوجيا.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: 'يُمثّل متحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» إضافة نوعية في عالم الفن التفاعلي على المستوى العالمي، حيث يُجسّد رؤية طموحة تنتقل بالزوّار في رحلة فنية تتجاوز حدود الإبداع والتكنولوجيا والفنون'.
وكانت الإمارات قد شهدت في نوفمبر الماضي افتتاح متحف 'نور وسلام'، في مركز جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، كما شهدت إطلاق مشروع 'متحف دبي للتصوير'.
(إرث دبي)
وشهدت إمارة دبي، إطلاق مبادرة 'إرث دبي' الهادفة لإحياء ذاكرة دبي التاريخية من خلال رصد وجمع وحفظ القصص والتجارب الحياتية التي تجسّد ملامح تطور دبي وحياة أهلها عبر الأجيال.
وتستهدف المبادرة في مراحلها الأولى سكان دبي من مختلف الفئات العمرية، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من الروايات والقصص المرتبطة بتاريخ الإمارة، وسيتم من خلالها العمل على إنشاء منصة تفاعلية لاستقبال المشاركات، من الأفراد أو العائلات التي تمتلك روايات تاريخية وثقافية متميزة.
وسيتم تنفيذ مبادرة 'إرث دبي' على مراحل على مدار العام الحالي، تبدأ بجمع المشاركات من أفراد المجتمع والتي تتضمن القصص والروايات المرتبطة بتاريخ الإمارة، على أن تخضع المشاركات لاحقاً للتدقيق والتقييم من منظور تاريخي واجتماعي وثقافي لفهم أبعادها.
وستقدم المبادرة أسئلة شاملة حول تاريخ دبي، وإسهامات الأفراد في تطور المدينة، وحياة دبي القديمة، وكيفية تطور الحياة من الماضي الى الحاضر، ما يسهم في بناء سجل تاريخي جامع يعكس الروح الحقيقية للإمارة.
(الأوركسترا الوطنية)
شكل الإعلان عن تأسيس 'الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة' إضافة نوعية لتنوع وثراء المشهد الثقافي والفني في الإمارات، وتجسيد واقعي لعنايتها بتراثها الموسيقي، والانفتاح على مختلف الأنماط الموسيقية المعاصرة من جميع أنحاء العالم.
وتجسد الأوركسترا سمة الانفتاح الفكري والثقافي الذي يسود المجتمع الإماراتي، ورغبته في تبادل التجارب المعرفة والفنية مع الآخرين، في موازاة اهتمامه بتعزيز هويته الثقافية المحلية وحفظ موروثه الشعبي بمختلف أشكاله.
وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، رئيسة مجلس إدارة الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن تأسيس الأوركسترا يؤكد الاهتمام الذي توليه قيادة الدولة لتطوير الفنون نظراً لدورها الرائد في إرساء القيم الثقافية والإنسانية، وكونها معياراً للتقدم الحضاري والإنساني، وتعزيز قيم التسامح والتعايش.
من جهتها أكدت الشيخة علياء بنت خالد القاسمي مدير عام الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن هذه الأوركسترا تمثل أكثر من مجرد موسيقى، فهي رمز للالتزام بالاحتفاء بالتراث الثقافي وتعزيز التميز الإبداعي، معربة عن تطلعها إلى جعل الإمارات مركزًا للابتكار الموسيقي والتبادل الثقافي.
وتسعى الأوركسترا الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جذب النخبة من المواهب الاستثنائية من سن 18 عامًا فما فوق لشغل وظائف دائمة في كل من الفرق الموسيقية العربية والغربية، بهدف جمع الأصوات الفردية التي تشكل نسيج الثقافة الإماراتية.
(وسام الثقافة والإبداع)
عززت الإمارات جهود تنمية ودعم العمل الثقافي والإبداعي عبر اعتماد 'وسام الإمارات للثقافة والإبداع' الذي يهدف إلى مزيد من التقدير للمثقفين والمبدعين على المستوى المحلي والعالمي، وتشجيع الأجيال الناشئة على تبني العمل الثقافي والإبداعي، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية للدولة إقليمياً وعالميًا.
وكرمت الإمارات في 5 نوفمبر الماضي قائمة من الفائزين بوسام الإمارات للثقافة والإبداع، والتي ضمت عن طبقة العطاء كلاً من معالي جمعة الماجد رئيس مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، ومعالي زكي أنور نسيبة، المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، ومعالي محمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وسعادة هدى إبراهيم الخميس مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون والمؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، وعبد المنعم بن عيسى السركال مؤسس 'السركال أفينيو'، والدكتورة عائشة بالخير مستشارة بحثية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، فيما شملت القائمة عن طبقة الرائد، كلاً من الفنان التشكيلي عبد القادر محمد الريس، والفنان عيد فرج الرميثي، والفنان ميحد حمد المهيري، والفنانة رزيقة طارش العتيبة.
ن.ع, A.A