اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
رغم مرور أكثر من أربعة عقود على الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، لا تزال بعض المواقف البطولية تُروى بشغف وفخر، ومن أبرزها مشاركة الجيش الجنوبي (جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) إلى جانب المقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
لقد أظهرت الكتائب الجنوبية كفاءة قتالية عالية في المواجهات الميدانية، ما دفع إسرائيل إلى المطالبة صراحة، ضمن شروط وقف إطلاق النار، بضرورة انسحاب هذه الكتائب من أرض المعركة، نظراً لما أوقعته من خسائر فادحة، وما سببته من إرباك في صفوف القوات الإسرائيلية.
وبعد انتهاء مهمتها، عادت هذه القوات إلى ميناء عدن، حيث كان في استقبالها كل من الرئيس علي ناصر محمد، والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات – رحمه الله – في مشهدٍ يختزل التحام النضال الجنوبي مع القضية الفلسطينية في أصعب الظروف.
نكسة 1967... دروس لا تُنسى
في المقابل، لا يمكن الحديث عن هذه المرحلة دون التوقف عند نكسة يونيو 1967، التي شكّلت هزيمة قاسية للجيوش العربية، وفي مقدمتها الجيش المصري. وقد كانت أسباب الهزيمة معروفة، أبرزها:
استنزاف الجيش المصري في حرب اليمن لسنوات طويلة.
تورط القيادة العسكرية في صراع استهلك قدراتها البشرية واللوجستية.
الخيانات الداخلية والتواطؤ من بعض الأطراف التي كانت تخدم الأجندة الإسرائيلية، وهو ما ساهم في تمهيد الطريق للهزيمة.
هذه العوامل مجتمعةً أثّرت سلبًا على الأمة العربية في تلك المرحلة، وتركت آثارًا لا تزال تُدرَس حتى اليوم.
دعوة لإنصاف التاريخ
اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تبرز الحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ بإنصاف، وتوثيق الأدوار المغيّبة للجيوش العربية، وفي مقدمتها الجيش الجنوبي، الذي سطّر صفحة مشرقة في سجل الصراع العربي الإسرائيلي.
الخلاصة:
لا تضع الذهب والخشب في كفّةٍ واحدة؛ فالذهب يُوزَن، والخشب يُحرَق.
'معدن الرجال يُعرف في زمن الاختبار، والذهب لا يخون النار.
✍️ صالح حقروص
26 سبتمبر 2025م