افتتاح جسر وادي موزع.. إنجاز حيوي يحمي المواطنين ويكسر عزل القرى

اكتمل إنجاز جسر وادي موزع على طريق الشيخ محمد بن زايد الرابط بين مديرية المخا ومركز محافظة تعز، ليشكل واحدًا من أبرز المشاريع الحيوية التي تسهم في حماية أرواح المواطنين وكسر عزل القرى عن العالم الخارجي.

ويمثل الجسر حلاً استراتيجيًا لمشكلة متكررة تسبب فيها السيول الجارفة التي يشهدها الوادي كل عام، والتي كانت تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، قبل أن يمنح المشروع الأهالي أمانًا وسهولة في التنقل على مدار العام.

ويأتي الجسر، الذي امتد على طول 120 مترًا وعرض 20 مترًا، ضمن جهود المقاومة الوطنية بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار برنامج شامل لإعادة بناء البنية التحتية في الساحل الغربي الذي عانى سنوات من الدمار الممنهج الذي تسببت به مليشيا الحوثي.

وأكدت مصادر محلية أن الجسر شُيد في ملتقى واديي المجش والغيل، اللذين يشهدان تدفق سيول غزيرة خلال موسم الأمطار القادمة من جبال الحجرية وموزع وصبر وجبل حبشي ومقبنة، ما يجعل الطريق سالكًا على مدار العام، ويوفر على المسافرين عناء انتظار انحسار السيول، فضلًا عن مساهمته في تنشيط الحركة التجارية والزراعية في المنطقة.

ويتكون الجسر من أربعة محاور رئيسية بحارتين مروريتين، ويستند على أعمدة خرسانية ضخمة ترتبط بجسور على شكل تيجان تحمل السقف، مع تزويده بأنظمة امتصاص للصدمات لضمان استدامته. ويشمل المشروع أيضًا 45 جسرًا فرعيًا تساهم مع السقف الرئيسي في الكتلة النهائية للإنشاء، ما يعكس جودة التصميم ودقة التنفيذ.

ويعتبر هذا المشروع جزءًا من شبكة طرق وجسور واسعة، شملت أيضًا جسر سائلة السويداء بطول 60 مترًا وعددًا من الجسور الصغيرة والعبارات، ليضع مع اكتماله معيارًا جديدًا في سرعة الإنجاز وجودة مشاريع البنية التحتية في المناطق المحررة، ويعزز من رصيد المقاومة الوطنية التنموي ويؤكد التزامها بمسار البناء والتعمير رغم التحديات المناخية والبيئية.

عبر عدد من سكان المناطق المجاورة للطريق وركاب المركبات عن فرحتهم الغامرة وسعادتهم بمشاهدة جسر وادي موزع بعد سنوات من المعاناة مع السيول الجارفة. وأضافوا إن مشاهدتهم اليوم الجسر بهذه الحلة الجميلة يعد حلمًا طال انتظاره لسنوات.

وقال أحد ملاك سيارات الأجرة من أبناء المنطقة: 'لم نكن نتخيل أن نرى يومًا جسرًا بهذا الحجم والأهمية يحمي حياتنا ويجعل الطريق سالكًا طوال العام. نشعر اليوم بالأمان والراحة عند عبورنا الوادي'. وأضاف: 'كل موسم أمطار كنا نخاف على حياتنا، واليوم بفضل هذا الجسر أصبح بإمكان أطفالنا التنقل بأمان للمدرسة وصوب المدن الرئيسية دون خوف من السيول'. وأكد آخرون أن المشروع يعكس اهتمام السلطات المحلية والمقاومة الوطنية بأمن وسلامة المواطنين ويمنحهم شعورًا بالأمل في مستقبل أفضل للبنية التحتية والخدمات في المنطقة.