رضيعٌ حديث الولادة يُترك وحيدًا بجوار الطريق في الحديدة.. والدماء لا تزال على جسده!

هزّت واقعةٌ مؤلمةٌ مشاعر سكان محافظة الحديدة، فجر اليوم الاثنين، بعد العثور على طفلٍ حديث الولادة مُهمَلًا وحيدًا قرب الطريق العام في منطقة 'كيلو 16'، في مشهدٍ أثار الغضب والاستنكار وسط دعواتٍ ملحةٍ لكشف ملابسات الحادثة ومعاقبة مرتكبيها.

77.235.62.132

ووفقًا لمصادر محلية، فإن الواقعة كُشفت بالصدفة حينما استيقظ أحد عمال بيع المياه والمشروبات الباردة، حوالي الساعة الخامسة صباحًا، على صوت بكاء خافتٍ يشبه نحيب رضيع.

وعند تتبع مصدر الصوت، صُدم العامل برؤية طفلٍ لا يتجاوز عمره بضع ساعات، ملقًى تحت إحدى الأشجار، والدماء ما زالت تغطي جسده الصغير، في دلالةٍ واضحةٍ على أن الولادة كانت حديثة جدًّا.

وأفادت المصادر أن العامل، الذي لم يُكشف عن هويته، أبدى شجاعةً وحسًّا إنسانيًّا كبيرًا حينما بادر فورًا إلى إنقاذ الرضيع من خطرٍ داهم، تمثّل في وجود كلابٍ ضالةٍ كانت تجوب المكان، قبل أن يسارع بنقله إلى الجهات المختصة. وقد تولّت هذه الجهات اتخاذ الإجراءات الطبية والقانونية اللازمة لضمان سلامة الطفل وحمايته.

وأشارت المصادر إلى أن الرضيع وجد من يتكفل به في وقتٍ قياسي، إذ تبنّته أسرةٌ كريمةٌ من أبناء المنطقة، تطوعت برعايته وتقديم كل أشكال الدعم والحنان له، في لفتةٍ إنسانيةٍ لاقت ترحيبًا واسعًا من المجتمع المحلي.

وأثارت الحادثة موجةً عارمةً من الغضب والاستنكار بين سكان المنطقة، الذين وصفوها بـ'الجريمة البشعة'، مطالبين الجهات الأمنية والقضائية بفتح تحقيقٍ عاجلٍ لكشف هوية الأم أو الأشخاص المسؤولين عن ترك الطفل في ظروفٍ تهدّد حياته، ومحاسبتهم وفقًا للقانون.

كما دعا ناشطون محليون إلى تفعيل آليات الحماية الاجتماعية وتعزيز التوعية بأهمية حقوق الطفل، لتفادي تكرار مثل هذه الوقائع المأساوية التي تمسّ القيم الإنسانية والمجتمعية.

ويُنتظر أن تكشف التحقيقات الجارية ملابسات الحادثة، فيما يبقى الرضيع تحت رعايةٍ آمنةٍ، بعد أن نجا من مصيرٍ مجهولٍ بفضل يقظة مواطنٍ بسيطٍ وضميره الحي.