اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
كشفت وفاة الشاب محمد عبده حسين النويرة من أبناء محافظة المحويت، نتيجة تعرضه للدغة سامة غامضة عن خلل خطير في الإجراءات الطبية وغياب تام للأمصال الضرورية في مستشفيات العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى، بحسب ما وثقه الناشط الإنساني عبد الرحمن النويرة في منشور على صفحته في 'فيسبوك'.
وبحسب عبد الرحمن، لم تكن حالة محمد هي الأولى في قريتهم، حيث كان قد نجا شاب آخر يُدعى عبد الرحمن الظاهري قبل نحو شهرين بعد تعرضه للدغة مماثلة تسببت في تلف جزء من اللحم في ساقه، وأجريت له عملية ترقيع ناجحة في أحد مستشفيات صنعاء بعد مرور أكثر من 14 ساعة على الحادثة.
وأوضح النويرة أن خطورة هذه اللدغات تكمن في أن أعراضها لا تظهر فورًا، بل تبدأ بآلام خفيفة تشبه لدغة بعوضة، قبل أن تتفاقم تدريجيًا خلال يوم أو يومين لتصل إلى تورم وتغير لون الجلد وربما تلف الأنسجة، كما حدث في حالتي الظاهري والنويرة.
وأشار إلى أن محمد النويرة تأخر في التوجه للمستشفى لأنه لم يكن يدرك أن ما يشعر به ناتج عن لدغة سامة، إذ ظنّ أن الألم في ساقه ناتج عن التعب أو الإرهاق، ما أدى إلى تأخير الإسعاف أكثر من 48 ساعة. وقد تم نقله أولًا إلى مركز صحي في المديرية ثم إلى المحافظة، لكن كل المحاولات لإدخاله مستشفى متخصص باءت بالفشل.
واتهم النويرة مستشفيات صنعاء بالتقصير، إذ رفضت بعضها استقبال الحالة بحجة 'الاشتباه بعدوى بكتيرية'، رغم أن التحاليل الزراعية نفت وجود أي عدوى، بحسب منشور الطبيب وهاج المقطري الذي تابع الحالة.
وبعد جهود واتصالات مضنية، وافق مستشفى 22 مايو بمنطقة شملان على استقباله، لكن حالته كانت قد تدهورت، وفارق الحياة بعد 10 أيام في العناية المركزة.
وفي ختام منشوره، وجه عبد الرحمن النويرة تحذيرًا عامًا من خطورة هذه اللدغات الغامضة، مؤكدًا أن أغلب المستشفيات في صنعاء ومحافظات أخرى لا تتوفر فيها أمصال مضادة للعناكب، بل تكتفي بعلاجات عامة مخصصة للدغات الثعابين والعقارب.
ودعا إلى عدم التهاون مع أي ألم غير طبيعي، خصوصًا في ظل ازدياد ظهور حشرات وعناكب سامة قد تكون طورت قدراتها بسبب الجفاف والتغيرات البيئية.