قراءة في مضامين ودلالات رسالة "رئيس هيئة الأركان العامة" للمقاومة اللبنانية

وجّه رئيس هيئة الأركان العامة في 'قوات صنعاء' اللواء الركن 'يوسف المداني' يوم ٤ جمادى الآخرة ١٤٤٧ هـ 'رسالة هامة' إلى القيادة العسكرية في المقاومة الإسلامية اللبنانية، أعقبت اغتيال القيادي اللبناني البارز 'هيثم علي الطبطبائي' ورفاقه الذين ارتقوا جميعاً جراء عدوانٍ إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 2 جمادى الآخرة 1447 هـ.

خاص-الخبر اليمني:

الرسالة التي تتخذ 'شكلاً بروتوكوليًا' في ظاهرها حملتْ في مضمونها دلالات سياسية وعسكرية هامة عكست حقيقة التموضع اليمني اليوم في خريطة التوترات الإقليمية الراهنة، كما قدّمت رسائل مباشرة بشأن مسار تحالفات صنعاء الإقليمية ورؤيتها للصراع الدائر في الإقليم في إطار مبدأ 'وحدة الساحات'.

مثّل العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة الاغتيال الأخيرة امتداداً لمرحلة تصعيد إسرائيلية أوسع تمتد من غزة إلى لبنان وسوريا، ولذا فإن رسالة رئيس هيئة الأركان اليمنية جاءت بمثابة إشارة واضحة بأن اليمن يتابع بدقة 'السلوك العدواني الإسرائيلي' ويرى في استهداف بلدان المقاومة وقياداتها سلوكاً عدوانياً يتطلب رداً حازماً ضمن شبكة التحالفات الإقليمية.

وجاءت الرسالة اليمنية في توقيت بالغ الحساسية زامنَ توسّعَ دائرة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ودول المنطقة، وتناميَ المساعي الإسرائيلية الأمريكية الهادفة لنزع 'سلاح المقاومة'، بالإضافة إلى توجه المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية نحو فتح جبهة حرب جديدة مع لبنان، وإزاء هذا المشهد المتوتر جاءت الرسالة اليمنية لتؤكد أن 'صنعاء' جزء فاعل لا يتجزأ من معادلة عسكرية إقليمية معنية بالرد على التصعيد الإسرائيلي.

ومن خلال التأكيد على 'السيادة اللبنانية' و'القانون الدولي' و'رفض الاعتداءات' سعت الرسالة إلى وضع الموقف اليمني ضمن خطاب يرى أن التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تتجاوز قواعد الاشتباك التي رسّختها السنوات الماضية، في ظلّ المساعي الإسرائيلية ـ الأمريكية لإعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية بما يخدم المصالح الإسرائيلية ومشاريع التوسع الصهيوني في المنطقة.

لذلك حملت رسالة رئيس الأركان — بشكل غير مباشر — تأكيداً على أن التحركات العسكرية في المنطقة لا تُقرأ بمعزل عن الدور الأمريكي، وأن التوترات الحالية تضع صنعاء في موقع متقاطع مع أطراف أخرى ترى أن المقاربات الأمنية الغربية في الإقليم تعمّق أجواء الصراع.