اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
تشهد محافظة المهرة، تطورات أمنية بالغة الخطورة بعد اندلاع اشتباكات مسلحة أعقبت اعتقال القيادي الحوثي البارز المدعو محمد أحمد الزايدي في منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عُمان، في عملية نوعية نفذتها قوات الأمن الجنوبي.
مثلت هذه العملية نقطة تحوّل في معادلة المواجهة مع التغلغل الحوثي المتصاعد في المحافظة التي ظلّت لعقود بعيدة عن التجاذبات العسكرية المباشرة.
عقب الاعتقال، اندلعت اشتباكات عنيفة إثر محاولة مجموعة مسلحة مرتبطة بمليشيا الحوثي تنفيذ هجوم غادر على موقع أمني تابع لقوات محور الغيضة في محاولة فاشلة لتحرير القيادي المعتقل.
أسفرت هذه الاشتباكات عن استشهاد أحد أبطال القوات الجنوبية وسقوط عدد من الجرحى، فيما تمكنت القوات من اعتقال أحد المهاجمين، ابن أخت القيادي الزايدي، في خطوة أجهضت محاولة التهريب وكشفت امتداد الخيوط الحوثية داخل المحافظة.
توقيت وموقع هذه الحادثة لا يمكن قراءتهما بمعزل عن التحركات الحوثية المستترة في المهرة، والتي تهدف إلى فتح ممرات تهريب استراتيجية تطل على بحر العرب وتوفر للمليشيات إطلالة على طرق إمداد حيوية.
ومثّل اعتقال الزايدي ضربة موجعة لمخططات طهران وذراعها الحوثي في خاصرة الجنوب الشرقية، وهو ما يفسر حجم الرد المسلح الذي سعت من خلاله المليشيات إلى كسر المعادلة الجديدة.
محاولة اقتحام الموقع الأمني تمثل دلالة واضحة على أن المهرة ليست بمنأى عن العبث الحوثي، وأنّ المحافظة تحتاج إلى تعزيز أمني جنوبي دائم لردع التسللات والمخططات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار من الداخل.
كشفت هذه التطورات أن المهرة لم تعد ساحةً نائية عن الصراع، بل تحوّلت إلى هدف مرصود لمشاريع التمدد للمليشيات الحوثية الإرهابية.
هذه التطورات تحمل رسائل عميقة لقضية الجنوب العادلة، فتحركات القوات الجنوبية في المهرة ليس مجرد عمل أمني بل هو تعبير عملي عن الإرادة الشعبية في الدفاع عن الأرض والهوية، ورفض صريح لتحويل المهرة إلى بوابة خلفية للنفوذ الحوثي الذي يضرب في الجغرافيا ويستهدف التاريخ معًا.
وقد أثبتت قوات محور الغيضة أنها على قدر عالٍ من الجاهزية والوعي بالمرحلة، حيث تعاملت مع الحدث بدقة واحترافية، وأفشلت مخططًا كان من شأنه أن يُغرق المهرة في دوامة فوضى أمنية مدفوعة من غرف عمليات خارجية.
ما جرى في المهرة يعيد التأكيد على أن الجنوب بمؤسساته الأمنية والسياسية يقف سدًا منيعًا أمام مشروع حوثي توسعي لا يعترف بالحدود ولا بالهوية. والمطلوب اليوم هو توحيد الصف الجنوبي وتعزيز التنسيق الميداني، وتحقيق أعلى مستويات اليقظة، خاصة في المناطق الحدودية.
كما أن على المجتمع الدولي أن يعي أن الجنوب لا يدافع فقط عن جغرافيته، بل عن أمن الإقليم كله، وأن صمته تجاه محاولات زعزعة المهرة يعد تخاذلاً مقلقًا. فقضية شعب الجنوب اليوم ليست قضية محلية، بل معركة إقليمية ضد الفوضى والطائفية والإرهاب الممنهج.