اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
كتب : د.علي صالح الربيزي
لم يعد مشهد العزلة يختبئ خلف الكواليس، بل ظهر جليًا في قاعة الأمم المتحدة، حين انسحبت وفود دولية ورفضت الاستماع لخطاب السفاح بنيامين نتنياهو. لحظة حملت رمزية كبرى، وكأن العالم يقول للاحتلال: لقد انكشفت جرائمك، ولم يعد في قاموس الإنسانية مكان لكلماتك الملطخة بالدماء.
هذا المشهد يذكّرنا بتلك الأيام الأخيرة من الاحتلال الفرنسي للجزائر، عندما باتت فرنسا منبوذة في الأمم المتحدة، متهمة بفظائعها وجرائمها ضد شعب أعزل يناضل من أجل حريته. لم يمض وقت طويل حتى رحلت فرنسا، تجر أذيال الهزيمة والعار. واليوم، يسير الكيان الصهيوني نحو المصير ذاته، وقد بدأت ملامح نهايته تتجلى في أعين العالم.
إن مقاطعة خطاب نتنياهو لم تكن مجرد موقف بروتوكولي، بل كانت صفعة سياسية وأخلاقية مدوّية. صفعة تقول إن زمن التغاضي عن الاحتلال وجرائمه قد انتهى، وإن ساعة الحقيقة تقترب. لقد صار العالم أكثر وعيًا، والشعوب أكثر صلابة، والمقاومة أقدر على فضح القتلة والمستبدين.
تمامًا كما سقط الاستعمار الفرنسي في الجزائر رغم بطشه، سيأتي اليوم الذي يرحل فيه الاحتلال الصهيوني عن فلسطين، يجر خيبته وخسارته، وتبقى الأرض لأصحابها الحقيقيين. فالتاريخ لا يرحم، والدماء لا تضيع، والشعوب التي تصمد لا تُهزم.