”انقطاع شبه كلي للاتصالات في التربة والشمايتين.. هل تُهمَل مناطق تعز عن عمد؟”

تشهد مناطق التربة والشمايتين في محافظة تعز ترديًا حادًا في خدمة الاتصالات والإنترنت منذ عدة أشهر، وفق شكاوى متكررة من المواطنين، الذين أكدوا أن شبكة شركة 'يمن موبايل' – إحدى أبرز شركات الاتصالات في اليمن – باتت شبه معدومة، أو تعمل بجودة منخفضة جدًا لا تسمح بإتمام المكالمات أو تصفح الإنترنت.

77.235.62.132

وأوضح عدد من السكان، في تصريحات ميدانية، أن الخدمة بدأت بالتدهور التدريجي منذ أكثر من أربعة أشهر، لتصل اليوم إلى حد 'الانقطاع شبه الكلي'، مشيرين إلى أن حتى أبسط محاولات الاتصال تبوء بالفشل، بينما تصبح محاولة تحميل صفحة ويب أو استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي أمراً مستحيلاً في معظم الأوقات.

وأشار مواطنون آخرون إلى أن هذه الأزمة لم تُثر أي استجابة فعلية من قبل الشركة أو الجهات الرقابية، على الرغم من تكرار الشكاوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الرسمية، بل إن بعضهم ذكر أن فرق الصيانة لم تُرسل إلى المنطقة منذ فترة طويلة، ما يطرح علامات استفهام حول أسباب التقصير.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من 30 ألف مواطن في منطقتي التربة والشمايتين يتأثرون مباشرة بهذه الأزمة، ما يؤثر على حركة التجارة، وخدمات التعليم عن بعد، والوصول إلى الرعاية الصحية، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على الاتصالات في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها اليمن.

تُعد شركة يمن موبايل من أكبر مزودي خدمات الاتصالات في اليمن، وتُدار من قبل المؤسسة العامة للاتصالات، إلا أنها تواجه انتقادات متكررة في مناطق عدة بسبب تردي الخدمة وضعف البنية التحتية، خصوصًا في المناطق الريفية والجبلية مثل التربة والشمايتين بمحافظة تعز، التي تعاني أصلاً من تداعيات النزاع المسلح وانهيار الخدمات العامة.

وتشير تقارير محلية إلى أن نسبة تغطية الإنترنت في اليمن لا تتجاوز 35%، بحسب إحصائيات وزارة الاتصالات السابقة، بينما تظل المناطق النائية هي الأكثر تهميسًا، ما يفاقم الفجوة الرقمية ويُعرّض السكان لمزيد من العزلة.