اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لا شيء سوى الإعجاب، هذا هو الشعور العام الذي اجتاح الولايات المتحدة أمام النهاية السعيدة لقصة السياسي الشاب زهران ممداني، الذي واجه منفردًا موجة هائلة من العواصف، أولًا من داخل حزبه ثم من خارجه.
ورغم ذلك نجح ممداني في الوصول إلى خط النهاية في الانتخابات، الذي حولته الجدالات السياسية في البلاد إلى واحد من أكثر السباقات السياسية إثارة في التاريخ الأمريكي.
ممدانيفاز بدعم واسع من سكان نيويورك الراغبين في القطيعة مع الحرس القديم للحزب الديمقراطي، الذين رفضت رموزه الكبيرة في العاصمة واشنطن إظهار أي شكل من أشكال التعاطف معه، مرة خوفًا من تصنيفه كـ'الديمقراطي الاشتراكي'، ومرة لعدم الثقة الكافية في قدرته على الفوز، ومرة أخرى خشية أن يكون التعاطف القوي معه في الانتخابات التمهيدية مجرد حالة عابرة من قبل سكان نيويورك قبل أن تعود العجلة إلى دورانها الطبيعي في الانتخابات العامة ويكون مصيره الخسارة فيها.
كل هذه الحواجز تخطاها ممداني بالتركيز المطلق على رسالته الشخصية، التي لم تكن القيادات الديمقراطية التقليدية طرفًا فيها ولا جزءًا منها.
واختار ممداني رسالته بنفسه، موجهًا حديثه إلى عامة مواطني مدينته حول معاناتهم الاقتصادية، ارتفاع تكاليف المعيشة في نيويورك، تراجع مستوى الخدمات العامة، وموجة الغلاء القياسية، كما ركز على الحاجة إلى إدارة جديدة تعيد بناء المشهد السياسي والاجتماعي في المدينة، تستعيد الثقة لدى المواطنين، وتصنع أملًا جديدًا في التغيير بالنسبة لعامة الأمريكيين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.
انقسام ديمقراطي غير مسبوق
قسم ممداني صفوف الديمقراطيين كما لم يفعل أي مرشح آخر من داخل الحزب، حين أعلن رؤيته السياسية بصراحة وشفافية، معلنًا للناخبين وقيادات حزبه أنه ديمقراطي اشتراكي.
كان مدركًا مسبقًا أن القيادات التقليدية ستبتعد عنه، لرفضها ربط التوجه الاشتراكي بالحزب الديمقراطي من حيث المبدأ، وأن هذا الموقف سيتيح لخصومه فرصة مهاجمة المرشحين الذين يتبنون هذا التوجه، ومنعهم من تحقيق طموحاتهم والوصول إلى المواقع التي يسعون إليها.
واختار زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، القيادي البارز في واشنطن، تشاك شومر، الذي تمثل الدائرة الانتخابية التي يقيم فيها ممداني، عدم دعم الأخير في السباق الانتخابي. وفي مرات عدة، فضّل شومر الحفاظ على مسافة كبيرة منه، بينما أشار في مناسبات أخرى إلى أنه يفضل مواصلة الحوار الثنائي بينهما إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق.
في المقابل، برز تيار داعم لممداني يقوده السيناتور البارز بيرني ساندرز والنائبة التقدمية عن ولاية نيويورك ألكسندرا كورتز. ويتهم الاثنان الحرس القديم في الحزب الديمقراطي علنًا بإضاعة فرصة تاريخية للتواصل مع قاعدة سياسية جديدة تدعم ممداني، والتي تمثل الجيل الشاب من الديمقراطيين الذين أحيا فيهم ممداني الأمل بإمكانية إعادة إطلاق العملية السياسية في نيويورك وفق أهداف وطموحات تختلف تمامًا عما يسعى إليه الحرس القديم للحزب.
تحالفات الساعات الأخيرة
وشهدت الساعات الأخيرة من السباق الانتخابي في نيويورك تشكيل خريطة تحالفات طارئة تهدف إلى قطع الطريق أمام ممداني، وجمعت في كفة واحدة سياسيين متناقضين.
فقد أعلن الرئيس دونالدترامب ووزيره السابق لتطوير الأداء الحكومي إيلون ماسك، إلى جانب مستشاره البارز ونائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيف ميلر، دعمهم للمنافس الديمقراطي والحاكم السابق لولاية نيويورك أندرو كومو في مواجهة ممداني.
رغم الدعم الكبير الذي تلقاه أندرو كومو من نخبة نيويورك السياسية والمالية، لم تحدث هذه التحالفات أي تغيير ملموس في المعطيات الانتخابية بالمدينة، وظل ممداني محافظا على تقدمه في جميع استطلاعات الرأي، قبل أن تؤكد النتائج لاحقًا أنه يتصدر السباق بمفرده.
أوباما الاستثناء وهيلاري تتحدث عن ليلة تاريخية
الرئيس السابق باراك أوباما كان الاستثناء بين القيادات التقليدية في الحزب الديمقراطي، إذ تواصل مع زهران ممداني خلال الـ48 ساعة الأخيرة من عمر السباق الانتخابي وأعلن دعمه، معربًا عن استعداده للعمل كمستشار له في حال فوزه.
واعتبر أوباما ليلة فوز الديمقراطيين في السباقات الثلاثة الكبرى حدثًا بارزًا، موجهًا رسالة إلى قيادات وقواعد الحزب بأن الوحدة تثمر عن أفضل النتائج.
من جانبها، هنأت هيلاري كلينتون الفائزين في جموع السباقات، مشيرة إلى السبق التاريخي بفوز أول امرأة بمنصب حاكمة ولاية فرجينيا، ووصول أول امرأة ممثلة للحزب الديمقراطي إلى منصب حاكمة ولاية نيوجيرسي.













































