لماذا تخشى أمريكا وإسرائيل قطر ؟

مع انها اصغر دول المنطقة واقلها  تجيشا ، الا ان  الولايات المتحدة وإسرائيل اظهرتا خوفا من قطر  كما لو كانت دولة  كبرى ، فمالذي يخيف  تلك الدول رغم  وجودها على الأراضي القطرية؟

خاص – الخبر اليمني:

منذ اللحظة الأولى التي أعقبت الهجوم على الدوحة، سارعت أمريكا وإسرائيل لاحتوائه، تارة بتصويره على انه استهداف  لحماس وفي أخرى  المراوغة والمناورة بغية التهرب من المسؤولية.

ولم تقتصر هذه التحركات على البيانات والتصريحات بل دفع الاحتلال بوساطة خليجية، وفق  وسائل اعلام عبرية، زعمت ان زيارة الرئيس الاماراتي للدوحة وما اعقبه من لقاء بالسفير الإسرائيلي ضمن رسائل متبادلة.

بينما كانت إدارة ترامب واضحة  بمحاولة احتواء الازمة عبر مغازلة الأمير القطري تارة وأخرى بانتقاد  رئيس الوزراء الإسرائيلي ولو بخفه .

لدى الولايات المتحدة وإسرائيل نفوذ اكبر من أي دولة أخرى على الأراضي القطرية، فأمريكا تملك  اكبر قاعدة في العديد  تنفق عليها قطر مليارات الدولارات سنويا، ولدى الاحتلال، وفق اعلام عبري، خلايا تجسس  قادرة على اغتيال كل من تريد بمن فيهم قادة حماس فلماذا اذا  تخشيان قطر؟

الأمر لا يتعلق  بالعلاقات الاقتصادية ولا العسكرية  المفروضة أصلا على الدوحة ، بل بخيارات أخرى ترى فيها أمريكا وإسرائيل  ترسانة اقوى من أي سلاح  في المنطقة، وتلك الخيارات تتعلق بفصائل المقاومة  في المنطقة والتي حافظت قطر على علاقات جيدة معها ، وكان بارزا من التعليق الإسرائيلي من أن تذهب الدوحة  نحو دعم قوى مناهضة لأمريكا وإسرائيل وعلى راسها 'الحوثيين' الذين اصبحوا بمثابة كابوس للاحتلال الإسرائيلي وصداع لأمريكا.

تخشى أمريكا وإسرائيل تعزيز قطر علاقتها مع ايران أيضا  ، وتوقيت العدوان الأخير بعد يوم على زيارة وزير الخارجية  الإيراني للدوحة واعلانه تصفية الخلافات  عززت المخاوف الإسرائيلية – الامريكية أيضا  فتقارب قطر وايران لن يقتصر على علاقات اقتصادية وتعاون عسكري بالخليج بل  سيتمد إلى سوريا حيث تعاني السلطة المدعومة من قطر من التدخلات  الإسرائيلية المتكررة والتي وصلت  حد التوغل  إلى تخوم العاصمة دمشق.

لدى قطر أسلحة اقوى من الترسانة الامريكية التي باتت عبئ على الدوحة وقد تحولت إلى ذراع إسرائيلي اخر ، لكن هذا يظل مرهون لمدى زهد القادة القطريين..

قد تكون قطر عاجزة عن رد عسكري مباشر على الاحتلال خصوصا مع تأكيد قادتها على سلوك نهج  قانوني  دولي ، لكن بإمكانها  توجيه ضربة غير مباشرة    عبر توطيد علاقتها  بالمحور وقواه في المنطقة واقربها اليمن فهذا البلد الذي لم يدخر جهدا في سبيل مناصرة القضايا العربية والإسلامية  يخوض معركة  غير مسبوقة في التاريخ العربي والإسلامي ضد الاحتلال.