اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ١٩ أيار ٢٠٢٥
نشرت صحيفة Globes العبرية تقريرًا، حذرت فيه من أن الغارات الجوية الإسرائيلية على اليمن، وآخرها الهجوم الواسع على ميناءي الحديدة والصليف، لا تؤدي إلى إضعاف حكومة صنعاء (الحوثيين)، بل على العكس، تُعزز من حضورها الشعبي والسياسي وتزيد من تماسكها الداخلي.
وقال التقرير إن الهجوم الذي شاركت فيه 15 طائرة مقاتلة إسرائيلية، وأسقطت خلاله 35 قذيفة أكثر من 2000 كيلومتر، وُصف بأنه إنجاز تقني وعسكري، لكنه في جوهره يفتقر إلى البصيرة الاستراتيجية، إذ يعتقد صانعو القرار في تل أبيب أن الحوثيين سيتأثرون بضرب البنية التحتية ومصادر الإمداد، غير أن الواقع اليمني، يُكذّب هذا الافتراض.
وانتقد التقرير ما وصفه بـ'الجهل الاستخباراتي الإسرائيلي'، المتمثل في الاعتقاد بأن الحوثيين يهتمون بالرفاهية الاقتصادية للمناطق التي يسيطرون عليها. ويؤكد أن هذه الفرضية تشبه الخطأ الذي وقعت فيه حكومات الاحتلال المتعاقبة حين اعتقدت أن المنح القطرية ستجلب السلام إلى غزة. فكما لم تدفع المعاناة الاقتصادية حركة حماس إلى التراجع، لا يبدو أن الدمار أو الحصار سيُجبر الحوثيين على الانكفاء.
وأكد أن اقتصاد صنعاء ليس اقتصادًا تقليديًا يمكن الضغط عليه، في ظل واقع إنساني مأساوي يعيش فيه أكثر من ثمانية ملايين يمني على مساعدات برنامج الغذاء العالمي، مضيفًا أن الاحتلال يكرر الخطأ نفسه الذي وقعت فيه السعودية والإمارات خلال سنوات الحرب السابقة، حين اعتقدتا أن القصف المكثف سيؤدي إلى سقوط الحوثيين.
وأشار التقرير إلى أن الحلول المتاحة أمام الاحتلال لمواجهة التهديد الحوثي باتت محدودة: إما وقف إطلاق النار في غزة، بما يُسهم في تهدئة الجبهات المتعددة، ومنها اليمن؛ أما الاستمرار في ضرب صنعاء، فلن يُسفر إلا عن تعزيز موقع الحوثيين سياسيًا واجتماعيًا في بيئة يمنية مفككة ومشحونة، تزداد فيها قيمة من يتحدّى الغارات بدلًا من أن ينهار تحتها.