اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣ كانون الأول ٢٠٢٥
4 مايو/ تقرير / منير النقيب
شهد الجنوب اليوم الأربعاء محطة فارقة في تاريخه الحديث، مع نجاح القوات المسلحة الجنوبية في تحرير وادي وصحراء حضرموت بالكامل خلال ساعات قليلة، بعملية عسكرية واسعة حملت اسم 'المستقبل الواعد'، نُفذت بتوجيهات مباشرة ومتابعة لحظية من الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.
*عودة الحق إلى أهله
جاءت العملية العسكرية لتطوي صفحة امتدت لعقود من وجود قوات 'المنطقة العسكرية الأولى'، التي ارتبط اسمها بالانتهاكات والفوضى واحتضان جماعات خارجة عن القانون. ومع التقدم الخاطف للقوات الجنوبية في عمق الوادي والصحراء، سقطت المواقع تباعاً من دون مقاومة تُذكر، لتعلن حضرموت بدء عهد جديد عنوانه الأمن والاستقرار واستعادة الحق لأهله.
وفي بيان صادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي، أكد المجلس أن “عملية المستقبل الواعد جاءت بعد استنفاد كافة الوسائل السياسية والميدانية التي طُرحت خلال الأعوام الماضية لإعادة الأمن للوادي، ووقف حالة الانفلات والاستغلال الذي مارسته قوات دخيلة على حضرموت”.
وأشار البيان إلى أن مناطق الوادي تحولت في السنوات الماضية إلى “منصة لعمليات التهريب للمليشيات الحوثية الإرهابية، وبؤر لنشاط تنظيمي داعش والقاعدة”، مؤكدًا أن الجنوب “لن يكون ممراً لتهديد أمن المنطقة ولا مأوى للإرهاب”.
*قرارات الرئيس الزُبيدي
ووفق البيان، أصدر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية توجيهات واضحة شملت:
• إعلان عفو عام لكل من يلتزم بوقف الأعمال العدائية، باستثناء المتورطين في جرائم دم أو إرهاب أو انتهاكات جسيمة.
• العناية الفورية بالجرحى وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم.
• الإفراج عن الأسرى دون تأخير.
• حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة، والتعامل بحزم وفق القانون مع أي تجاوزات فردية.
كما دعا المجلس الانتقالي المدنيين والعسكريين أصحاب العائلات إلى البقاء في منازلهم حتى استقرار الوضع، معلنًا تخصيص خطوط طوارئ مخصصة لتلقي البلاغات والشكاوى.
وأكد المجلس أن “حضرموت كانت وستظل ركيزة أساسية في مشروع الدولة الجنوبية الحديثة، وأن زمن الفوضى والهيمنة قد انتهى”.
*وعدا من القيادة وتحقق
وفي سياق الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في وادي حضرموت رفع اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي، التهاني لشعب الجنوب وأبناء حضرموت، مؤكدًا أن هذا النصر “تحول تاريخي سيغيّر ميزان القوى لصالح الجنوب”.
وأشار إلى أن معركة التحرير “كانت وعدًا قطعته القيادة الجنوبية لشعبها منذ سنوات”، مشيدًا ببطولة الكتيبة الحضرمية التي التحمت بالقوات الجنوبية في مشهد يجسد وحدة الجنوب.
وقال بن بريك: “لولا ظروفي الصحية لكنت في الصف الأول بجانب أبطالنا، فهي معركة شرف لا يعلوه شرف”، مترحمًا على شهداء التحرير ومؤكدًا أن ما تحقق اليوم يمثل بداية مسار طويل نحو استعادة الدولة الجنوبية.
*رؤية واضحة
وأشاد بن بريك بدور الرئيس الزُبيدي الذي “تابع العملية لحظة بلحظة، واتخذ قرارات شجاعة مبنية على قراءة دقيقة للمرحلة”، مشيرًا إلى أن الوعود التي أطلقت في ذكرى تحرير ساحل حضرموت في 24 أبريل تحققت اليوم على أرض الواقع.
*يوم تاريخي للجنوب العربي
من جانبه وصف علي الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية، يوم التحرير بأنه “يوم تاريخي للجنوب العربي”، مؤكدًا أن حلم أبناء حضرموت تحقق أخيرًا وأن الوادي “عاد إلى أهله بعد عقود من الهيمنة”.
وشدد الكثيري على أن القوات الجنوبية “عونٌ لأبناء الوادي”، وأن كل من يلتزم بالقانون فهو في أمان، بينما سيتم التعامل بحزم مع كل من يحاول العبث بالأمن.
*مرة متابعة القائد الزُبيدي
كما وجه عضو هيئة الرئاسة فادي باعوم شكره للرئيس الزُبيدي، مؤكدًا أن “حضوره الدائم وتوجيهاته الدقيقة” كانت الركيزة الأساسية لنجاح العملية. وأعلن أن “الجنوب ماضٍ نحو إعلان دولته المستقلة الكاملة السيادة”.
*مرحلة مفصلية
باركت الأمانة العامة للمجلس الانتقالي هذا النصر، واصفة إياه بأنه “مرحلة مفصلية” في مسار الاستقرار وترسيخ المشروع الوطني الجنوبي.
وأشادت بالتنسيق بين القوات الجنوبية وأبناء حضرموت، مؤكدة أن ما تحقق هو ثمرة بسالة الجنود وإسناد المجتمعات المحلية.
ودعت الأمانة العامة السكان إلى الالتزام بتوجيهات القوات الجنوبية والابتعاد عن مواقع العمليات حفاظًا على سلامتهم.
*صلابة الإرادة الجنوبية
قدّم مؤمن السقاف، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي ورئيس تنفيذية انتقالي العاصمة عدن، التهاني للقوات المسلحة الجنوبية، مؤكدًا أن “هذه الانتصارات تعكس تلاحم الجبهة الداخلية وصلابة إرادة الجنوب في مواجهة التحديات”.
وأشار إلى أن التضحيات البطولية لأفراد القوات المسلحة “محل فخر واعتزاز لكل أبناء الجنوب”، داعيًا إلى تعزيز الاصطفاف خلف القيادة السياسية والعسكرية.
* عهد جديد عنوانه الأمن
أكد العميد الركن عبدالدائم الشعيبي، قائد لواء بارشيد، خلال تحرير مديرية القطن، أن حضرموت “تودّع الماضي بمآسيه وتستقبل عهداً جديداً من الأمن والاستقرار”، مشددًا على أن حماية المواطنين “أمانة في أعناقنا”.
*احتفالات شعبية
وفي مشهد يعكس فرحة أبناء حضرموت، أعلنت قيادة انتقالي وادي حضرموت إقامة مهرجان كرنفالي كبير في مدينة سيئون احتفاءً بالنصر التاريخي وتحرير الوادي والصحراء بالكامل.
* بداية مرحلة طال انتظارها
بهذا الإنجاز العسكري والسياسي، تدخل حضرموت مرحلة جديدة طال انتظارها، وتؤكد القوات المسلحة الجنوبية أنها العمود الفقري للأمن والاستقرار في الجنوب.
ويثبت الجنوب اليوم أنه ماضٍ بثبات نحو تحقيق تطلعات شعبه في الحرية، الأمن، واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.













































