اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة أن العزوبية ليست مجرد حالة اجتماعية ثابتة، بل تجربة إنسانية متغيّرة تتطور مع العمر والعوامل الاجتماعية والنفسية التي تحيط بالفرد. وأوضحت النتائج أن الرضا عن العزوبية يعتمد بدرجة كبيرة على الرغبة في الارتباط، وأن هذه العلاقة تتبدل عبر مراحل الحياة، بحسب زهرة الخليج.
أجرى الدراسة المنشورة في مجلة (Personal Relationships)، فريق من جامعة أنتويرب البلجيكية بقيادة الباحثة إليس هوين (Elise Hoen)، باستخدام بيانات “مسح الأسرة الألمانية” ، وهو مشروع بحثي امتد لأكثر من 14 عامًا بين عامي 2008 و2022. وتضمنت العينة 300 شخص ظلوا عازبين طوال تلك الفترة، حيث تم تقييم مدى رغبتهم في الارتباط ومستوى رضاهم عن حياتهم بشكل سنوي.
علاقة الارتباط بالرضا عن الحياة
أظهرت النتائج أن العازبين الذين لا يرغبون في الدخول بعلاقة عاطفية سجلوا أعلى درجات الرضا بمعدل 7.3 على مقياس من 10، بينما انخفضت هذه النسبة بشكل ملحوظ لدى من عبّروا عن رغبتهم في إيجاد شريك. وأوضحت الدراسة أن الرغبة غير المُحققة في الارتباط تشكل عاملاً رئيسيًا في انخفاض الرضا العام عن الحياة، وأن العلاقة بين الرغبة والرضا تظل ثابتة بمرور الوقت.
وأشارت البيانات إلى أن التغييرات في مستوى الرضا لا ترتبط فقط بمدة العزوبية، بل بالعمر وسياق التجربة الشخصية لكل فرد. فبينما أظهرت الفئة المولودة بين عامي 1981 و1990 تراجعًا واضحًا في رضاها، بدت الفئة الأكبر سنًا أكثر تكيفًا بل وحققت زيادة طفيفة في مستوى القبول، مما يعكس قدرة بعض العازبين على إعادة تعريف تجربتهم وتقبلها مع مرور الوقت.
لم تُظهر الدراسة فروقًا كبيرة بين الرجال والنساء من حيث الرضا العام، لكنها لاحظت أن النساء اللاتي يحتفظن برغبة قوية في الارتباط يعانين انخفاضًا طفيفًا في الرضا مع تقدم العمر، وهو ما فُسِّر بارتباط هذه المرحلة بتوقعات اجتماعية حول الزواج وتكوين الأسرة. أما الرجال فبدا تأثير الرغبة أقل لديهم.
خلص الباحثون إلى أن العزوبية قد تتحول بمرور السنوات من مرحلة انتقالية إلى خيار واعٍ يعكس التوازن الذاتي والقبول بالحياة كما هي. فالأشخاص الأكبر سنًا الذين ظلوا عازبين رغم استمرار رغبتهم في الارتباط أظهروا قدرة على “التكيّف العاطفي”، أي إعادة تعريف مفهوم العلاقات الشخصية بما يتماشى مع تطلعاتهم الخاصة.
شدّدت الدراسة على ضرورة إعادة النظر في الصور النمطية التي تصوّر العازبين كأشخاص أقل سعادة أو استقرارًا من المرتبطين. واعتبرت أن العزوبية تجربة ديناميكية تتأثر بالعمر، والرغبة، والتجارب الذاتية، وتستحق أن تُفهم كخيار حياتي مشروع.













































