عميد أول كلية بلحج على مستوى الجزيرة العربية والخليج يطلق مناشدة بإتلاف مواد كيماوية منتهية الصلاحية

سبتمبر الماضي.. وضع حجر الأساس لإعادة تأهيل الطب البيطري بكلية الزراعة بمبلغ 500 ألف دولار امريكي

مواطنون للأمناء: لماذا فضلت جهات رسمية بلحج الصمت المريب تجاه دفن المواد السامة ؟

- هل تحول مقلب مخلفات القمامة إلى موقع لدفن المواد المشبوهة؟

- لماذا تأخرت عملية التخلص من دفن تلك المواد لفترة 24 ساعة؟

- من المسؤول الأول على عملية دفن المواد المشبوهة داخل المقلب ' المنظمة أو السلطة المحلية ' ؟

تأسست كلية ناصر للعلوم الزراعية محافظة لحج، في مارس1973، كأول كلية زراعية على مستوى الوطن والجزيرة والخليج العربي آنذاك ، وتخرج منها العديد من الكوادر المختصة على مستوى الوطن والبلدان العربية ، كما تعد أحد أبرز الكليات الزراعية عند تأسيس جامعة عدن، وقبل ذلك في سبتمبر 1969 كانت عبارة عن معهد زراعي، وخلال السنوات الماضية تطورت الدراسة في الكلية بمؤهلات البكلاريوس والماجستير والدكتوراه بمخرجات مؤهل إكاديمي في الجانب الزراعي، كما تعمل الكلية على إعداد البحوث العلمية، وتقديم الاستشارات الفنية، وكذا الدراسات الزراعية للمجتمع المحلي والقطاع الزراعي والحيواني بشكل عام، وكذا تأهيل الكوادر الزراعية عبر إعداد مهندسين زراعيين مؤهلين علمياً وعملياً، بالإضافة إلى إجراء البحوث المبتكرة، وفي حرب 2015، تعرضت الكلية إلى العبث من قبل عناصر خارجة عن القانون، بل البعض انتهك حرمها الجامعي بالبناء العشوائي عنوةً، وآخرون اقتحموا مبان تابعة لها حتى الآن، كما تعاقبت على إدارتها كوادر أكاديمية بهدف إعادة مجد الكلية من جديد، وتشهد مؤخراً الكلية نمواً ملحـوظا في إعادة تأهيل بنيتها التحتية والارتقاء بجودة رسالتها العلمية.

تأهيل الطب البيطري:

مع نهاية شهر سبتمبر الماضي شهدت الكلية تدخلا لإعادة تأهيل مبنى قسم الطب البيطري، وقيام معالي وزير وزارة الزراعة والري والثروة السمكية اللواء سالم السقطري بوضع حجر الأساس لهذا القسم بتمويل البنك الدولي بمبلغ 500000 دولار أمريكي وتنفيذ منظمة الفاو، بهدف خدمة مجالات الطب البيطري، من قاعات دراسية ومختبر، ومبنى الإدارة، ومكتبة ومرافق خدمية أخرى بكافة تجهيزاتها.

مناشدات للتخلص من المواد السامة :

من جانب آخر أطلـق عميد الكلية الدكتور مازن العولقي، في16فبراير 2024، عبر قناة السعيدة برنامج ' صدى الأسبوع ' مناشدات لإتلاف مواد كيماوية منتهية الصلاحية ظلت لسنوات طويلة داخل الكلية ، إذ يوجد فيديو منشور في تويتر يظهر وجود مواد خطيرة في الكلية، كما نشرت صحيفة ' الأيام ' في 10 سبتمبر 2024م لقاء جمع رئيس جامعة لحج، وعميد كلية الزراعة، مع مدير عام هيئة حماية البيئة بلحج، وناقش اللقاء كيفية التخلص من المواد السامة في مختبرات كلية الزراعة؟.

دفن مواد مشبوهة :

وشهد الأسبوع المنصرم بمنصات التواصل الأجتماعي جدلاً واسعاً حول دفن مواد مشبوهة في مقلب القمامة داخل مساحة المقلب الـ 20 فدان بأرض وقف الفشلة، تابع لكلية الـزراعة جاء ذلك عبر تصريح نشره متولي وقف الفشلة بصحيفة الأيام حول دفن مواد بالمقلب ربما سامة أو مشعة، مشيراً إلى تواصله مع مدير عام صندوق النظافة بلحج، الذي أكد أن المواد تابعة لكلية الزراعة ؛ وإنما هو لا يعلم نوعية وخطورة هذه المواد المدفونة في المقلب، وأضاف المتولي أن مدير عام هيئة حماية البيئة بلحج عند التواصل به أكد على عدم معرفته عن دفن المواد لا من قريب أو بعيد وسوف يتواصل مع جهات الاختصاص لمعرفة ماذا حدث ؟ .

الصندوق والاسبستو :

وعقب ذلك نشر صندوق النظافة بلحج تعقيباً أقر في محتواه أن المواد المدفونة عبارة عن مخلفات ألواح (اسبستو) تخلصت منها كلية الزراعة بلحج لخطورتها كاحد مسببات أمراض السرطان وأمراض أخرى، مؤكداً أن عملية دفنها داخل حفرة ترابية في بطن المقلب ، وتغطيتها بخرسانة أسمنتية .

استهجان وتساؤلات :

هذه الواقعة أوجدت جدلاً واسع النطاق على مستوى الرأي العام بين مؤيد لتعقيب الصندوق، وبين الرافض لفكرة دفن (اسبستو) بهذه الطريقة على اعتبار ان جزء كبير من أسقف منازل المواطنين من الأسبستو ، فكيف تحول فجاةً إلى مادة خطيرة مسببة للسرطان وأمراض أخرى، والاستغراب من عملية التخلص من الأسبستو بهذه الطريقة كونها تثير تساؤلات بحاجة إلى إجابة من جهات الاختصاص منها هل عملية الدفن كانت بإشراف لجنة متخصصة وعبر محضر رسمي ؟ ولماذا لم ينشر توثيق بالفيديو لعملية تحميل الأسبستو حتى الدفن وصب الخرسانة الأسمنتية كإثبات رسمي من أجل إغلاق الحديث والتساؤلات عن هذه الواقعة؟.

صمت مريب:

في ظل الجدل الواسع حول دفن هذه المواد لم تخرج قيادة كلية الزراعة بأي تصريح رسمي حتى إعداد التقرير وكأنه ما حدث لا يعنيها، وبمقابل ذلك يرى عامة الناس وجود صمت مريب من قبل حماية البيئة بلحج التي وافقت على إنشاء المقلب بمساحة 20 فداناً كما جاء في التقرير المحرر في 22 يوليو 2019م وبموجب عدة اشتراطات بيئية، ولكن مع دفن هذه المواد المشبوهة يرى العامة من الناس أن مقلب القمامة تحول إلى موقع لدفن نفايات سامة وخطيرة وهو عمل غير قانوني من قبل الصندوق، وتساءل الشارع اللحجي : هل هذه هي أول عملية لدفن مواد مشبوهة بالمقلب؟ أم انه قد سبقها دفن مواد مشبوهة داخل المقلب ولم تكتشف بعد؟!! .

إخفاء الشاحنة :

وحصلت ' الأمناء ' على معلومات من مصدر خاص تشير إلى أن مسؤول المنظمة هو رجل سني، ولقد رفض كب تلك المواد في بطن سطح المقلب بشكل عادي، مما أحدث نزاع تمخض على بقاء الشاحنة نوع 6 عقرب، في مكان آمن خارج مساحة المقلب وهي تحمل تلك المواد المشبوهة لفترة 24 ساعة، إذ أصر المسؤول الأمني على عملية الحفر داخل بطن المقلب وكب المواد بداخل الحفرة مع تغطيتها بخرسانة أسمنتية، وهذا ما حصل بعد يوم كامل من بقاء الشاحنة متوقفة بحمولتها بمسافة لا تبعد كثيراً عن موقع عملية الدفن المشبوهة .

مواد كيماوية:

وأكد المصدر للأمناء على مشاهدته من أعلى الشاحنة للمواد وكانت عبارة عن اسبستوا، وإنما قال الله أعلم ما الموجود أسفل الاسبستو؟، مؤكداً على انبعاث روائح كريهة من تلك المواد خلال الـ 24 ساعة الماضية ، وكأنها مواد كيماوية، والله اعلم بحقيقتها.

موقف مياه عدن:

يوجد لمياه عدن بمنطقة الفشلة حقل مياه شرب ليس بعيداً عن موقع مقلب القمامة، مما دفع بمياه عدن الأسبوع الماضي تكليف مشرف حقول مياه بئر ناصر بالنزول إلى مكان مقلب الفشلة وموقع دفن المواد، ورفع تقرير متكامل لتقرير ما يلزم بهدف حماية الحقل من خطر المواد المتواجدة داخل المقلب، وتشير أخبار خاصة بوجود تفاعل جاد في عدن ؛ ربما ينتج عنه تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول واقعة دفن المواد المشبوهة مع بقية النفايات الأخرى في المقلب لمعرفة مدى خطـورتها صحياً وبيئياً على آبار مياه حقل الشرب بالفشلة، الذي يغـذي جزءًا كبيرًا من المواطنين في العاصمة عدن.