كيف تختار شريك حياتك في عالم مليء بالخيارات؟

الزواج رابطة مقدسة تجمع بين شخصين في رحلة حياة طويلة، وعلى الرغم من أن الحب هو عنصر أساسي في هذه الرحلة، فإن الزواج يتطلب أكثر من مجرد مشاعر، واختيار شريك الحياة هو قرار حاسم يؤثر بشكل كبير على الحياة المستقبلية، لذلك يجد البعض صعوبةً في إيجاد الشريك الذي يتناسب معه في بناء علاقة عاطفية صحّية وآمنة وسعيدة ومستمرة معه، بالسياق التالي 'سيدتي' التقت استشاري العلاقات الأسرية منال أبو خطوة في حديث عن طريقة اختيار شريك حياتك في عالم مليء بالخيارات، بحسب سيدتي.

تحديد الأولويات

تقول استشاري العلاقات الأسرية منال أبو خطوة لسيدتي: إن اختيار شريك حياتك هو واحد من أهم القرارات الحاسمة التي تتخذينها في حياتك، فإذا أحسنت اختيارك زانت حياتك، لذلك من الضروري اتخاذ الوقت الكافي للتفكير والتعرف إلى شريك حياتك المحتمل قبل اتخاذ القرار النهائي، والمهم معرفة كيف تختارين الشخص المناسب لبناء علاقة زوجية ناجحة ومستدامة، ولاختيار شريك الحياة في عالم مليء بالخيارات، لابد أن تكون لديك رؤية واضحة لما تريدينه، والصفات الشخصية، والاستعداد للتطور والنمو معاً، كما يجب أن تجمعي بين العقل والقلب، وأن تحددي أولوياتك وقيمك، مع التركيز على التوافق العاطفي والانسجام، مع عدم إغفال أهمية التواصل والثقة المتبادلة لتحقيق السعادة الزوجية والاستقرار العاطفي.

خطوات تساعدك لاختيار شريك الحياة بحكمة

تعرفي إلى نفسك

قبل أن تبحثي عن شريكك، من الضروري أن تعرفي نفسك أولاً، وهذا يعني فهم قيمك، ومبادئك، وأسلوبك في التعامل مع المشاكل، ومعرفة أهدافك في الحياة، ونقاط قوتك وضعفك، وتوقعاتك من العلاقة، فعندما تعرفين نفسك، يمكنك تجنب العلاقات التي قد لا تتناسب مع شخصيتك أو قيمك، فهذا سيمكنك من تحديد الصفات التي تبحثين عنها في شريك حياتك.

حددي أولوياتك

من الضروري تحديد أولوياتك وقيمك الشخصية، والتفكير في الأهداف المشتركة التي تسعين لتحقيقها في الحياة، والصفات التي تبحثين عنها في الشريك، كما لابد من تحديد القيم الأساسية التي لا يمكنك التنازل عنها في شريك حياتك، مثل الصدق، والنزاهة، والالتزام، والأخلاق، والعائلة، والتفكير في الاهتمامات المشتركة التي تجمعك بشريك حياتك المحتمل، والتي قد تجعل العلاقة أكثر تماسكاً، كما يمكنك تحديد الصفات التي تجذبك في الشريك، مثل الذكاء، واللطف، والمسؤولية، وحس الفكاهة.

كوني صبورة

قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على الشخص المناسب، فالزواج قرار مصيري، وابتعدي عن اليأس واستمري في البحث، حتى إذا لم تجدي الشخص المثالي من المرة الأولى، فبالتأكيد المرة الأخرى ستجدين الشخص الذي يكملك ويجعلك سعيدة، ولا تتأثري بالضغوط الاجتماعية أو العائلية، بل ركزي على اختيار الشخص المناسب لك.

التواصل الفعال

التواصل المفتوح والصادق هو أساس أي علاقة ناجحة، لذا تأكدي أنك وشريكك قادران على التعبير عن مشاعركما وآرائكما بحرية، فمهارات التواصل الجيدة ضرورية لنجاح أي علاقة، لذلك ابحثي عن شريك يستطيع التعبير عن مشاعره وأفكاره بوضوح، ويستمع إليك بانفتاح واحترام.

التوافق العاطفي

تأكدي من أنك وشريكك متوافقان عاطفياً، وتشعرين بالراحة والانسجام مع شريكك، وأنه يمكنك أن تكوني على طبيعتك معه، وأنكما قادران على فهم مشاعر بعضكما البعض، وكوني صادقة مع نفسك ومع شريكك، ولا تتظاهري بشخصية غير شخصيتك الحقيقية، وابحثي عن شريك يدعمك في تحقيق أهدافك، ويقف إلى جانبك في الأوقات الصعبة، ولابد أن يكون هناك شعور بالأمان والراحة والثقة المتبادلة.

استكشاف دائرة الشريك

تعرفي إلى أصدقائه وعائلته لتقييم بيئته الاجتماعية، وابحثي عن مدى دعمه وارتباطه بمن حوله، فمن خلال هذه الخطوة، يمكنك التعرف إلى بيئة الشريك ونشأته، وفهم طريقة تعامله مع الآخرين، والتعرف إلى قيمه ومبادئه بشكل أعمق، وعلى رؤية جوانب شخصيته بعيداً عن اللقاءات الثنائية.

الاستعداد للتطور

كوني مستعدة للتغيير والنمو الشخصي، وحاولي أن تتطوري مع شريكك في العلاقة، كما يجب أن تكوني مرنة ومتفهمة لاختلافاتك مع شريكك، وفي تعاملك مع التحديات، وحاولي أن تتأقلمي معها، كما لابد من التأكد من أنك ملتزمة تجاه علاقتك، وأنك مستعدة لبذل الجهد للحفاظ عليها، وتأكدي أيضاً من أن شريكك المحتمل مستعد للتغير والتكيف مع الظروف المختلفة، ولديه القدرة على النمو والتطور معاً.

بناء الثقة والاحترام

الثقة المتبادلة والاحترام هما أساس أي علاقة قوية، وابحثي عن شخص يتسم بالصدق والمصداقية، ويحترم مشاعرك وآراءك، وتأكدي من أنك تثقين بشريكك ويحترمك، وحاولي بناء جسور من الثقة المتبادلة بينكما.

الاستعانة بالمختصين

استشيري الأشخاص المقربين إليك، وحاولي الاستعانة برأيهم وملاحظاتهم حول شريكك، فقد يكون لديهم وجهة نظر مختلفة أو يرون أموراً لم تنتبهي إليها، واستمعي إلى نصائحهما ولكن تذكري أن القرار النهائي يعود لك، وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة إضافية، فلا تترددي في الاستعانة بمستشار علاقات أسرية متخصص.