في مشهد يتكرر مع كل موسم إجازات، يشهد منفذ الوديعة الحدودي البري، المنفذ الرئيسي الرابط اليمن بالمملكة العربية السعودية، زحامًا مروريًا غير مسبوق واختناقًا شبه كامل في حركة الباصات والسيارات.

وقد أدت هذه الظروف إلى توقف آلاف المسافرين، من بينهم عائلات وأطفال وكبار سن، في منطقة العبر وعلى مقربة من المنفذ لفترات تصل إلى يومين وثلاثة أيام متتالية، في انتظار إنهاء إجراءات الدخول إلى الأراضي السعودية.

أوضحت شهادات من الميدان أن الأوضاع تتجاوز مجرد انتظار طويل، لتتحول إلى معاناة حقيقية. فالمنطقة تفتقر إلى البنية التحتية الكافية لاستيعاب هذا العدد الهائل من المسافرين العالقين، مما يضعهم في مواجهة صعوبات تتعلق بتوفير المأوى والخدمات الأساسية.

ويتكدس المسافرون داخل الباصات لساعات طويلة، أو يلجأون إلى الاستعانة ببعض الخدمات البسيطة المتوفرة في منطقة العبر، في انتظار دورهم الذي يبدو بعيد المنال.

ويُعزى هذا الزحام الحاد، وفقًا لمصادر مطلعة، إلى عدة عوامل أبرزها الزيادة الكبيرة في أعداد المغادرين، خاصة مع اقتراب موسم الصيف والإجازات السنوية، بالإضافة إلى عودة المقيمين في المملكة بعد أداء العمرة أو الزيارة. كل هذه العوامل مجتمعة تضع ضغطًا هائلاً على القدرة الاستيعابية للمنفذ.

مطالبات عاجلة بتسهيل الإجراءات

في ظل هذه الظروف الصعبة، وجه المسافرون مناشدة عاجلة إلى إدارة منفذي الوديعة والعبر، وكافة الجهات المعنية، بالتدخل الفوري لمعالجة الموقف. وطالبوا باتخاذ عدة إجراءات عملية، أبرزها:

وشدد المسافرون على أن تسريع هذه الإجراءات ليس رفاهية، بل ضرورة إنسانية لإنهاء معاناتهم اليومية وتخفيف الأعباء المادية والنفسية التي يتكبدونها.

وعلى الرغم من حدة الشكوى والمعاناة، لم ينسَ المسافرون أن يثمنوا الجهود التي يبذلها العاملون في المنفذ، الذين يعملون لساعات طويلة في ظروف صعبة. وأكدوا أن تقديرهم لهذه الجهود لا يمنعهم من المطالبة بالمزيد، داعين إلى تكثيف العمل وتوفير كل الإمكانيات اللازمة لجعل رحلتهم أقل صعوبة.

وتأتي هذه الأوضاع لتلقي الضوء مجددًا على الحاجة الملحة لتطوير المنافذ الحدودية ووضع خطط استراتيجية قادرة على التعامل مع الزيادة الموسمية في أعداد المسافرين، لضمان سفر آمن وسلس للمواطنين والمقيمين على حد سواء.