أثار ظهور زعيم مليشيات الحوثي، عبدالملك الحوثي، للحديث باسم 'القومية والمقاومة' في المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت، موجة استنكار واسعة من قبل التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية، الذي اعتبر هذه الخطوة إساءة معنوية وفكرية للشعب اليمني، وتناقضًا مع الإجماع العربي والقرارات الدولية.

وفي بيان رسمي، عبّر التكتل عن رفضه الشديد لاستضافة شخصية قيادية في جماعة انقلابية، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يمثل خروجًا عن المبادئ التي تأسس عليها المؤتمر، ويشوّه رمزيته الفكرية التي يفترض أن تُكرّس لخدمة القضايا العربية العادلة، لا لتقديم منصة لجماعات ارتكبت انتهاكات بحق اليمنيين ومؤسسات الدولة.

وتضمن البيان إشارة واضحة إلى التناقض بين خطاب الحوثي حول مفاهيم الحرية والعدالة والمقاومة، وبين ممارسات جماعته على الأرض، والتي تشمل القمع والتمييز والعنف ضد المواطنين. كما أكد التكتل أن منح منبر رسمي لشخصية متهمة بارتكاب جرائم حرب وقيادة مشروع طائفي مسلح يُعد تضليلًا للوعي العربي ومحاولة لتجميل سجل مليء بالفوضى والانتهاكات.

وفي سياق دعوته للمسؤولية، طالب التكتل القائمين على المؤتمر القومي العربي بمراجعة معايير اختيار الضيوف، والحرص على الالتزام بالمبادئ الفكرية التي انطلق منها المؤتمر، بما ينسجم مع تطلعات الشعوب العربية في مواجهة الاستبداد ومكافحة الإرهاب.

كما دعا التكتل الحكومة اليمنية ووزارة الخارجية إلى اتخاذ موقف رسمي واضح إزاء هذه الاستضافة، والتواصل مع الجهات المنظمة لضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات، مشددًا على أن تمثيل اليمن في المحافل الإقليمية والدولية يجب أن يكون حصرًا على القوى الوطنية الشرعية.