متابعات- نبض السودان

في تصعيد جديد على الساحة الميدانية في إقليم دارفور، وجّه والي شمال دارفور، الحافظ بخيت، انتقادات لاذعة لرئيس حركة تحرير السودان- المجلس الانتقالي، الهادي إدريس، بعد دعوته سكان مدينة الفاشر إلى مغادرتها، ووصف تلك الدعوة بأنها 'دعاية رخيصة تهدف لتجنيد الشباب في صفوف تحالف تأسيس بقيادة الدعم السريع'

دعوات مغادرة الفاشر تثير الغضب الحكومي

وكان الهادي إدريس، الذي عُيِّن حاكمًا لإقليم دارفور من قبل تحالف 'تأسيس'، قد دعا يوم الأربعاء سكان الفاشر إلى مغادرة المدينة، في ظل تردي الأوضاع الأمنية والمعيشية، مطالبًا المنظمات الإنسانية بنقل مساعداتها إلى مناطق كورما وطويلة التي تؤوي أعدادًا متزايدة من النازحين، معتبرًا أن إيصال الإغاثة إلى داخل الفاشر بات أمرًا مستحيلًا

الوالي بخيت: مناطق النزوح غير آمنة

وردّ الوالي الحافظ بخيت على هذه الدعوة بتأكيده أن الفاشر ستظل مدينة آمنة، موجهًا انتقادات حادة لقادة تحالف تأسيس، وقال: 'دعوات الهادي إدريس لإفراغ المدينة ليست سوى محاولة مكشوفة لتجنيد الشباب عبر شعارات كاذبة'، وأضاف أن المناطق التي يُنقل إليها النازحون، والخاضعة لسيطرة قوات إدريس وحركة عبد الواحد نور، تُعد غير آمنة وتفتقر لأبسط مقومات الحياة

الدعم السريع متهمة بتجويع المدنيين

وأشار والي شمال دارفور إلى أن قوات الدعم السريع، بعد فشلها في السيطرة على الفاشر عسكريًا، لجأت إلى سلاح التجويع لإخضاع المدينة، عبر حصار خانق تفرضه منذ أبريل 2024، تضمن منع الإغاثة والمساعدات الطبية، وتهجير سكان المناطق المجاورة لمصادر المياه، ما أدّى إلى أزمة إنسانية خانقة

انفراج جزئي في الوضع المعيشي

رغم الحصار المشدد، كشف بخيت عن 'انفراج طفيف' في الوضع المعيشي خلال اليومين الماضيين، بظهور بعض السلع الغذائية الأساسية في الأسواق، مثل الحبوب، مشيرًا إلى أن الحكومة المركزية بصدد تنفيذ ترتيبات عاجلة لفك الحصار خلال أيام قليلة، وأضاف: 'خلال يومين ستسمعون أخبارًا سارة وستكون هناك انفراجة'

كارثة غذائية تلوح في الأفق

ويعاني سكان مدينة الفاشر من انعدام شبه تام للسلع الغذائية، بما في ذلك الدخن والذرة، بينما أصبح 'الأمباز' ــ بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيوت ــ الغذاء الرئيسي للسكان، وهو الآن على وشك النفاد، في وقت تشير فيه التقارير إلى تفشي سوء التغذية، وارتفاع أسعار السلع إلى مستويات غير مسبوقة

المعبر الغربي ومسار النزوح

من جهتها، حددت قوات تحالف 'تأسيس' المعبر الغربي للفاشر وصولًا إلى منطقة 'قرني' المجاورة، باعتباره المسار الآمن لخروج المدنيين من المدينة، على أن يتم نقلهم إلى مناطق كورما وطويلة، وسط مخاوف متصاعدة من تكرار سيناريوهات النزوح القسري السابقة

قصف مدفعي ومعارك متواصلة

وفي موازاة ذلك، تجددت الاشتباكات صباح اليوم الخميس، بين الجيش السوداني وقوات الحركات المسلحة من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، حيث شنت الأخيرة هجومًا عنيفًا على مواقع الجيش شمال المدينة، وتحديدًا قرب معسكر أبوشوك

وأفادت مصادر محلية بأن القصف المدفعي العنيف أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينهم نازحون في مخيم أبوشوك، بعد سقوط قذائف على سوق نيفاشا المكتظ بالمدنيين

أبوشوك تحت القصف اليومي

ويُعد مخيم أبوشوك من أبرز مراكز النزوح في شمال دارفور، ويأوي آلاف المدنيين، لكنه يتعرض منذ أسابيع لقصف مدفعي يومي، وهجمات بالطائرات المسيّرة من قبل الدعم السريع، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وأجبر أعدادًا كبيرة من السكان على الفرار إلى مناطق أكثر أمنًا، رغم محدودية الخيارات المتاحة

الوضع الإنساني يقترب من الكارثة

وسط هذه الظروف، تحذر منظمات إنسانية من اقتراب الأوضاع في الفاشر من مستوى 'الكارثة الكاملة'، في ظل استمرار القتال، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وتزايد أعداد النازحين، مع غياب ممرات آمنة لنقل المساعدات أو إجلاء المدنيين