واصلت السعودية، يوم الاثنين، حملتها للانسحاب من كافة مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن، في خطوة بدأت ملامحها تشير إلى توجه لقلب الطاولة على الإمارات هناك. فما السيناريو المرتقب؟

خاص – الخبر اليمني:

لليوم الثالث على التوالي، تواصل السعودية إجلاء طواقمها العسكرية والمدنية حتى… في عدن شهدت المدينة خلال الساعات الأخيرة نشاطًا محمومًا للطيران العسكري لإجلاء ما تبقى من طواقم، بمن فيهم طاقم طبي كان يَشغل كبرى مستشفيات عدن. فعليًا، باتت السعودية خارج نطاق الحدود اليمنية، وحتى المليشيات التابعة لها والمعروفة بـ 'درع الوطن' تم نقلها من عدن والمهرة وحضرموت وإعادة نشرها على طول الحدود مع اليمن.

ومع أن الخطوات تتزامن مع دفع السعودية، وفق ما تتداوله نخبها، بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى المناطق اليمنية على الحدود الشرقية، إلا أن تلك التحركات لا تعكس توجهًا سعوديًا لتصعيد عسكري على الأقل في المدى القريب، لكنه يشير بوضوح إلى سيناريو سعودي يتلافى المواجهة المباشرة مع الإمارات ويصيبها بمقتل، إذ إن الانسحابات السعودية رافقتها تحركات أخرى أبرزها إجلاء طاقم الرئاسي وكافة أعضاء حكومة عدن، ناهيك عن إغلاق الأجواء وقطع إمدادات النفط والغاز من حقول الإنتاج في مأرب التي تُعد الأكبر في اليمن.

هذه التحركات وأخرى مرتقبة تشير إلى أن السعودية تُلقي الكرة في ملعب حليفتها الصغيرة، الإمارات، فهي وحدها من ستتحمل تبعات ما جرى وسيكون عليها إدارة الوضع في مناطق سيطرة فصائلها جنوب وشرق اليمن عسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا، وهو ما لن تستطيع الإمارات إدارته.

هذا السيناريو سيعزز الانهيار جنوبًا، خصوصًا في ضوء تصريحات رشاد العليمي من الرياض، التي حملت رسائل بالتخلي عن دعم الخدمات التي تُعد في أسوأ فتراتها، وكذا العملة التي يتوقع أن تشهد انهيارًا أكبر من السابق، إضافة إلى نقل المركز القانوني للدولة من عدن. والأكثر أهمية يتعلق بالترتيبات السعودية لتحريك قوى عدة جنوبًا وشرقًا، وهو ما ستعجز الإمارات عن مواجهته.

قد تكون السعودية لا تسعى لخوض معركة مباشرة جنوب اليمن أو حتى في الشرق، لكن ما تُعدّه يبدو الأخطر على الإطلاق، فهو يضع المحافظات الجنوبية والشرقية على المحك. وقد تكون بداية لسقوط الانتقالي وقوى الإمارات التي فشلت في إدارة الوضع في عدن في ضوء الفساد المستشري، فحتى الإمارات لن تقدم شيئًا له، فأكثر همها كيف تحقق ربحًا لا خسارة. وقياداتها لا تدير الحروب لتثبيت وضع بل لإيجاد فراغ يستطيعون من خلاله السيطرة على الثروات، وهو ما حصل سابقًا حتى في عدن ذاتها عندما كانت الإمارات تعلن تخصيص ملايين الدولارات لصالح الكهرباء، مع أنها لم تستطع تشغيل محطة واحدة لفترة طويلة.

أيًا يَكُن ما تعده السعودية من مخططات للانتقالي وفصائل الإمارات، تبدو المؤشرات بأن المجلس سيمر بمرحلة لم يعهدها في تاريخه، وقد تكون بداية السقوط.