أكد العميد السابق فى الجيش اللبناني، جورج نادر، أن الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون يواجه مجموعة كبيرة من الملفات العالقة والمعقدة، وسط أوضاع داخلية وخارجية صعبة للغاية.

وأوضح نادر، لـ'الدستور'، أن لبنان اليوم يعاني من شبه انهيار اقتصادي وشلل في مؤسسات الدولة، إلى جانب الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب واحتلال أجزاء منه، بالإضافة إلى حدود غير مستقرة مع سوريا.

وأشار نادر في تصريحات خاصة لـ'الدستور'، إلى أن أولى التحديات أمام الرئيس تكمن في تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بالجنوب، لا سيما الاتفاق الأمريكي الذي وقعته إسرائيل والحكومة اللبنانية، مشددًا على أهمية تحديد دور 'حزب الله' في تنفيذ هذا القرار، سواء طواعية أو بطرق أخرى. هذا الملف وحده يمثل عقبة كبرى تتطلب معالجة جذرية.

وفي السياق نفسه، أشار نادر إلى ضرورة تشكيل حكومة جديدة، مشيرًا إلى أن الأسئلة تدور حول طبيعتها وتوجهاتها، هل ستعود إلى نظام المحاصصة الطائفية والسياسية كما في السابق، أم ستكون حكومة جدية قادرة على مواجهة الملفات الشائكة؟.

وأضاف العميد السابق، أن ملف النازحين السوريين يشكل تحديًا كبيرًا، فضلًا عن العلاقة مع سوريا، وضبط الحدود غير الآمنة التي تشهد عمليات تهريب مستمرة.

كما شدد نادر على أهمية إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية، وخصوصًا أموال المودعين في المصارف التي استحوذت عليها البنوك ولم تُعدها حتى الآن.

وذكر نادر أن الرئيس الجديد بحاجة إلى فريق عمل متجانس ورؤية واضحة لتنفيذ ما جاء في خطاب القسم، الذي وصفه بالممتاز، لكنه أكد أن التحدي يكمن في ترجمة الوعود إلى أفعال.

وأوضح أن صلاحيات رئيس الجمهورية في لبنان محدودة وفق الدستور، مما يجعل السلطة الفعلية بيد مجلس الوزراء مجتمعًا.

وختم نادر بالإشارة إلى أن نجاح الرئيس الجديد يعتمد على مدى قدرته في التعامل مع هذه الملفات الحساسة، وسط ظروف استثنائية وصلاحيات دستورية محدودة.