كتب : حسين باعوضة

حضرت يوم الخميس الماضي الموافق ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٥ إلى ساحة الحرية بخور مكسر عدن، وإذا بوفد الضالع الحاشد قادم بكل عنفوان وشموخ إلى ساحة الحرية 'ساحة الثورة السلمية التي عهدناها ولازمناها قبل ٢٠١٥'، وإذا بالمذيع يقدم الأخ الثائر صلاح الشنفرة ليلقي كلمته، فإذا بها كلمة جامعة عظيمة، سمعتها وكأن الزمن قد أعادني إلى ما قبل ٢٠١٥ من حيث الكلمات التي كانت تلقى بكل صدق وشفافية وتستشعرك بخروجها من قلب المتحدث الذي تلامس كلماته الأفئدة والجوارح.

ألقى الأخ القائد الثائر صلاح الشنفرة كلماته تلك والتي جعلنا منها عنواناً لمقالنا هذا لأهميتها الأدبية والسياسية، فقد وضع من خلالها النقاط على الحروف، التي يجب أن تترجم إلى واقع عملي ملموس، يتوحد كل أبناء الجنوب تحت مبادئ تلك الكلمات الذهبية، لا لنجعل منها شعارات إعلامية رنانة، بينما تتعارض تلك المبادئ الوطنية الذهبية أدبياً وعملياً من قبل البعض مع الواقع الملموس، للأسف !.

نحن نمر حالياً بمرحلة مفصلية حساسة جداً أكثر من أي وقتٍ مضى. لذا يجب علينا التكاتف والتوحد الحقيقي الصادق، لا الصوري التمثيلي الذي سيجرفنا جميعاً إلى الهاوية، لنعود إلى المربع صفر !

لذلك يجب علينا كمثقفين توعية المجتمع بكل أطيافه سياسية وعسكرية ومدنية بتلك المبادئ الأساسية التي يجب أن تكون السبب الرئيس في بناء دولة مدنية جنوبية حديثة أسسها مبنية على العدالة والحرية والمساواة، بعد عقود عانيناها مع المحتل اليمني الهمجي الذي جعل من دولة الجنوب المحتلة بقرة حلوب يمتص خيراتها لصالح النخب اليمنية السياسية والعسكرية والقبلية الذين قادوا نظام الاحتلال اليمني بالقمع والإرهاب والبطش، وبينما في الوقت الذي كان ينهب فيه خيراتنا، إذ كان في الوقت ذاته يمعن في إذاقة شعبنا الجنوبي مرارة الحياة المعيشية ويتفنن بإلقاء صنوف العذاب وبشدة وفي المناحي جميعها.

لذا علينا أن نستبشر خيراً بعودة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة بحدود عام 90، وأن لا يأخذنا القنوط بسبب المؤامرات التي نتعرض لها والتي ستسقط لا محالة بإذن الله، أمام إصرار وعزيمة شعبنا الجنوبي الجبار.

كما يجب علينا الاستفادة من أخطائنا، ولنكن على مستوىً عالٍ من الوعي والحصافة والمصداقية في تحقيق الوحدة الوطنية الجنوبية، التي فتتها الأعداء فيما مضى بكلِ حقدٍ وضغينةٍ ومؤامراتٍ قذرة، ستذهب حتماً إلى غير رجعة.