اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢ تموز ٢٠٢٥
في كشف علمي مثير، أظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ولاية بنسلفانيا (Penn State) ونُشرت في مجلة The Gerontologist ، أن الرجال الذين يتمتعون بحياة جنسية مُرضية في منتصف العمر قد يملكون فرصًا أكبر للحفاظ على وظائفهم المعرفية لاحقًا، بحسب الرجل.
وقد تابعت الدراسة 818 رجلًا تتراوح أعمارهم بين 56 و68 عامًا، على مدى 12 عامًا، لتجد أن تراجع الرضا ووظائف الانتصاب ارتبطا بزيادة خطر فقدان الذاكرة مع التقدم في العمر.
يفترض القائمون على الدراسة أن الرابط بين الحياة والوظائف الإدراكية قد يكون متعدد الأبعاد. من جهة، يُمكن للنشاط أن يُخفّف التوتر، وهو عامل معروف بتأثيره السلبي على الدماغ، كما يساهم في تحسين صحة القلب والأوعية، ما ينعكس على تروية الدماغ.
علاوة على ذلك، تبيّن أن وجود علاقة حميمة مليئة بالمشاعر والاتصال يعزّز الشعور بالانتماء والرضا النفسي، ما قد يدعم الصحة الذهنية بمرور الوقت.
تشير بعض الفرضيات إلى أن النشاط يحرّر هرمونات كـ'الدوبامين' و'الأوكسيتوسين'، المعروفتين بدورهما في تعزيز المكافأة والتعلّم، وتقوية الروابط الاجتماعية، وهما من العوامل الداعمة للمرونة العصبية.
كما يُحتمل أن تؤدي الزيادة في معدّل ضربات القلب وتدفّق الدم أثناء العلاقة الحميمة إلى تحفيز إنتاج 'عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ' (BDNF)، وهو بروتين حيوي لنمو الخلايا العصبية وبقائها.
الرضا مؤشر مبكر للشيخوخة المعرفية؟
صرّح الباحث تايلر بيل (Tyler Bell)، من جامعة كاليفورنيا سان دييغو، وأحد قادة الدراسة:
'حين نتحدّث عن الشيخوخة، غالبًا ما نغفل دور الصحة الجنسية، لكن نتائجنا تُظهر أن تجاهلها، خاصة ضعف الانتصاب، قد يكون له تأثير ضار على الذاكرة'.
بمعنى آخر، فإن علاج المشاكل لا ينبغي أن يُنظر إليه كجزء من الرعاية الجسدية فقط، بل بوصفه أداة وقائية ضد تراجع الوظائف الذهنية.
تؤكد الدراسة كذلك على أهمية فهم الفوارق الفردية والثقافية في الرغبة والرضا، حيث تلعب الخلفيات الاجتماعية والصحية دورًا لا يُستهان به في هذا السياق.
فمشاكل مثل السكري، أمراض القلب، أو مشكلات البروستاتا قد تؤثر سلبًا على الوظيفة، ما ينعكس بدوره على الحالة الذهنية، ما يفرض ضرورة دمج الصحة الجنسية ضمن برامج الوقاية من تراجع الذاكرة.
أخيرًا، تسلّط الدراسة الضوء على أهمية التواصل العاطفي والحميمية بين الشريكين، باعتبارها عناصر رئيسة في تعزيز العلاقة الزوجية ومردودها النفسي. فالشعور بالأمان والثقة داخل العلاقة ينعكس بدوره على السلامة الذهنية.