تشهد سوق الحديد في مصر حالة من الاستقرار النسبي خلال تعاملات اليوم، حيث فضلت غالبية الشركات الكبرى الإبقاء على أسعارها دون تغيير يذكر، ويأتي هذا الهدوء في وقت يراقب فيه التجار والمستهلكون توقعات السوق العالمية، وسط مؤشرات متباينة على الطلب في الأعوام المقبلة ويعزى هذا الاستقرار جزئياً إلى توازن العرض والطلب المحلي، واستقرار أسعار المواد الخام عالمياً، بالإضافة إلى الانخفاض النسبي في تكاليف الشحن والنقل.

أسعار الحديد في الشركات الكبرى في السوق المصرية

يجب الإشارة إلى أن الأسواق المحلية شهدت تبايناً طفيفاً بين بعض المصانع، في حين حافظت أخرى على ثبات أسعارها لتعكس الاستقرار النسبي للسوق وفيما يلي أبرز الأسعار:

حديد عز، أكبر منتج للصلب في مصر، عند 38,200 جنيه للطن

حديد المصريين عند 38,100 جنيه للطن

حديد السويس سجل تراجعاً محدوداً ليصل إلى 35,000 جنيه للطن

حديد المراكبي عند 36,000 جنيه للطن

الجيوشي للصلب عند 33,700 جنيه للطن

مصر ستيل عند 34,700 جنيه للطن

حديد الجارحي بين 35,000 و36,000 جنيه حسب الفروع والمناطق

حديد الكومي عند 33,700 جنيه للطن

حديد العلا عند 33,000 جنيه للطن

هذا التنوع في الأسعار يعكس المنافسة بين الشركات والرغبة في الحفاظ على حصص السوق، مع مراعاة تكلفة الإنتاج والعرض والطلب المحلي.

عوامل استقرار السوق المحلي

هناك عدة أسباب ساهمت في تثبيت الأسعار خلال الفترة الأخيرة، ويمكن تلخيصها فيما يلي:

التوازن بين العرض والطلب في السوق المحلي

استقرار أسعار خام الحديد والبليت عالمياً

انخفاض تكلفة الشحن والنقل

قدرة المصانع على إدارة المخزون بشكل فعال

استمرار الطلب على مشاريع البناء والبنية التحتية

هذا الاستقرار يمنح المشترين والمستثمرين شعوراً بالثقة ويقلل من المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسعار.

توقعات الطلب العالمي على الصلب

رغم الهدوء المحلي، تشير المؤشرات العالمية إلى اختلاف في توقعات الطلب بين الاقتصادات الناشئة والمتقدمة، ويمكن تلخيص أبرزها فيما يلي:

الاقتصادات الناشئة، مثل أمريكا اللاتينية، من المتوقع أن تشهد نمواً قوياً في الطلب على الصلب يصل إلى 5.5% خلال 2025، مدفوعاً ببرامج الإسكان الاجتماعي والتوسع في البنية التحتية

الاقتصادات المتقدمة، مثل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من المتوقع أن تشهد تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.5% خلال نفس الفترة، مع توقع انتعاش محدود في 2026 مع تحسن الأوضاع الاقتصادية وزيادة الاستثمارات

الأسواق الآسيوية تبقى غير مستقرة مع اختلاف أداء الصناعات الثقيلة والتوسع العمراني في بعض الدول

هذه المؤشرات العالمية تؤكد أن السوق المصري مرتبط بشكل كبير بالتحركات الدولية وأسعار المواد الخام.

توقعات السوق المصري في الفترة المقبلة

يرى خبراء الصناعة أن السوق المحلي قد يشهد تغيرات جديدة إذا توافرت العوامل التالية:

زيادة الطلب على مشاريع الإسكان والبنية التحتية داخل مصر

أي تقلبات في أسعار الصرف قد تؤثر على تكلفة المواد المستوردة

تغييرات في أسعار خام الحديد عالمياً

المنافسة بين الشركات وتحركاتها التسويقية.

يبقى سوق حديد التسليح في مصر في مرحلة مراقبة حذرة، حيث ينتظر المستثمرون والمستهلكون ما ستسفر عنه التغيرات العالمية والمحلية، ويعكس الاستقرار الحالي قدرة السوق على امتصاص الضغوط والتكيف مع التغيرات، مما يمنح المشترين مزيداً من الثقة في عمليات الشراء المستقبلية.