شهد مسرح السامر، اليوم الاثنين، مؤتمرا صحفيا، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، لإعلان تفاصيل مشروع 'كورال وأوركسترا مصر الوطني' لاكتشاف وتدريب المواهب بمواقع قصور الثقافة في المحافظات بالتعاون مع المايسترو الكبير سليم سحاب، وذلك من خلال برامج تدريبية لاكتشاف وتأهيل الموهوبين في مجالات الموسيقى والغناء.

في مستهل كلمته، أعرب المايسترو سليم سحاب عن تقديره للمشروعات الثقافية التي كلفه بها وزير الثقافة، مشيرا إلى أن أولى المهام التي أُوكلت إليه تمثلت في إعادة تشغيل مسرح البالون، وفرقة رضا، والفرقة القومية للفنون الشعبية، بما مكنها من استعادة نشاطها الفني من جديد.

وأضاف أن التحدي الثاني تمثل في إعادة تفعيل دور قصور الثقافة في مختلف أنحاء الجمهورية، لتعود إلى أداء رسالتها التنويرية في المحافظات. أما التكليف الثالث فكان إحياء المسرح الغنائي العربي، وإعادته إلى الحياة بما يليق بتاريخه وقيمته، مؤكدا أن هذه التكليفات تعكس رؤية ثقافية شاملة ومتكاملة تليق بمكانة مصر.

ولفت سحاب إلى أن أكثر ما أثار إعجابه خلال تنفيذ هذه المهام كان الاستجابة السريعة والعملية من جانب وزير الثقافة، وتوجيهاته للقطاعات والهيئات بسرعة التنفيذ مشددا على أن وتيرة التنفيذ سبقت أحيانا الفكرة نفسها.

وتابع سحاب كلمته بالإشادة باللواء خالد اللبان، حيث عرض عليه عددا من المقترحات والأسئلة المتعلقة بالمشروع، موضحا أنه سارع بتذليل العقبات وتسهيل الإجراءات، خاصة بعدما أوضح له سحاب أن الهدف هو اكتشاف ورعاية المواهب الفنية في ربوع مصر. وعلى الفور، اقترح 'اللبان' توزيع البرنامج على ستة أقاليم ثقافية، يتولى سحاب زيارتها تباعا، بحيث يكون لكل إقليم مركز رئيسي يضم جلسات الاستماع والاختبارات، بهدف إتاحة الفرصة للمواهب التي لا تزال في الظل وتنتظر من يكتشفها.

وأعلن سحاب عن استعداده الكامل لاكتشاف كل صوت وكل موهبة تؤمن بقدرتها على الغناء أو العزف، موضحا أن المشروع يستهدف تدريب عدد كبير من العازفين والمغنين، وتكوين فرق موسيقية وغنائية متعددة موزعة على مستوى الجمهورية، بما يفتح آفاقا جديدة للحراك الفني.

وفي ختام كلمته، أشار إلى أن الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أبدى تحمسا كبيرا للمشروع، ووجه بتخصيص وحدة تصوير تلفزيوني لمرافقة فريق العمل في كافة الأقاليم، من أجل توثيق جلسات الاستماع ومراحل التنفيذ المختلفة للمشروع.

وأعرب اللواء خالد اللبان عن سعادته بالإعلان عن مشروع ضخم في مجال الفن المصري، برعاية وتوجيهات وزير الثقافة، يتم خلاله التعاون مع الموسيقار الكبير سليم سحاب، وهو صاحب رحلة عطاء فنية طويلة وعظيمة، لا يزال يواصلها بإخلاص، من خلال هذا المشروع الفني الذي نسعى جميعا للمشاركة فيه، لما يحمله من قيمة فنية وثقافية.

وأوضح أن المشروع يمثل مبادرة ثقافية وطنية تقوم على مبدأ التعاون والدعم المشترك، وتشكل في جوهرها أحد الركائز الأساسية للثقافة المصرية.

وأشار إلى أن المشروع يستهدف أبناء المحافظات من أصحاب المواهب الفنية، ممن يملكون الشغف والرغبة في المشاركة، بهدف اكتشاف طاقاتهم الكامنة، ورعايتها وتنميتها على أسس احترافية.

ودعا اللبان وسائل الإعلام والصحفيين إلى تسليط الضوء على جولات المشروع وزياراته الميدانية، التي تشمل ستة من الأقاليم الثقافية المنتشرة في أنحاء الجمهورية، لما لذلك من أهمية في إيصال رسالة المشروع إلى المجتمع بأكمله.

وأضاف أن هذا المؤتمر يعد خطوة بالغة الأهمية نحو إنجاح المشروع،  من خلال دعم الإعلاميين والصحفيين، ومشاركتهم الفعالة.

وقدم الكاتب محمد ناصف نائب رئيس الهيئة الشكر لوزير الثقافة على هذا الفكرة النيرة التى تهدف إلى تجميع المواهب في مختلف المجالات الفنية بجميع محافظات مصر، للوصول إلى المستوى الاحترافي الذي يليق بها، ومن هنا، يأتي الأمل الكبير في تطوير هذه القدرات لتصل إلى مستوى العالمية، مع الحفاظ على الهوية المصرية.

ووجه ناصف الشكر إلى اللواء خالد اللبان على  دعمه أنشطة الهيئة، مؤكدا أن هناك جهود كبيرة تبذل في هذه المرحلة، وأن الجميع يضع آمالا كبيرة على ما ستقدمه الهيئة العامة لقصور الثقافة خلال الفترة المقبلة، في ظل الدعم الكامل والرعاية المباشرة من وزير الثقافة.

ومن جهته قدم الفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية التحية للإعلاميين والصحفيين وممثلي القنوات الفضائية المتواجدين لتغطية هذا اللقاء الهام، وأوضح أن اليوم على مشارف انطلاق مشروع فني موسيقي واعد، يقام برعاية وزير الثقافة، وتنفذه الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويشرف عليه الفنان الكبير سليم سحاب، الذي يحمل رؤية جادة ترتكز على دعم وتنمية الطاقات الإبداعية، وصقل المهارات الفنية، ومنح المواهب الشابة فرصة حقيقية لاكتساب الخبرة والاحتراف.

وأشار أن هذا المشروع يهدف إلى إنتاج فنان شامل، لا يكتفي بإتقان الموسيقى، بل يعبر عنها بروح الموهبة والوعي والتعبير الإنساني العميق. وإن وجود قامة فنية مثل المايسترو سليم سحاب على رأس هذا المشروع هو بحد ذاته ضمانة للنجاح، وبداية واعدة نأمل جميعا أن تشهد مشاركة كبيرة من المواهب من مختلف أنحاء مصر، بما يضفي زخما وحيوية على هذا العمل الطموح.

شهد المؤتمر عددا من المداخلات الصحفية والإعلامية المهمة، التي عكست اهتمام الحضور بتفاصيل المشروع وآليات تنفيذه، وعن شروط الالتحاق بالمشروع، أوضح المايسترو سليم سحاب أن الشرط الأساسي هو وجود الموهبة، مشيرا إلى أن السن الأدنى للمتقدمين هو 7 سنوات للعازفين، و10 سنوات للمغنيين، ولا يشترط أي معايير أخرى، سوى القدرة الفنية الحقيقية.

وحول المنهجية التدريبية التي يقوم عليها المشروع، أكد اللواء خالد اللبان، أنه تم تقسيم محافظات المشروع وأنه من المقرر أن يقوم المايسترو سليم سحاب بزيارات ميدانية إلى كل إقليم لاكتشاف المواهب ودعمها.

وأضاف المايسترو سحاب قائلا: أنا أذهب إلى الموهبة حيثما كانت، ولا أترك موهبة دون أن أستمع إليها بنفسي'.

وفي مداخلة أخرى تم اقتراح تفعيل بروتوكولات تعاون بين الهيئة العامة لقصور الثقافة وكل من وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، بما يسهم في توسيع قاعدة استقطاب المواهب الفنية من مختلف المراحل الدراسية.

وعن موعد انطلاق تنفيذ المشروع فعليا، أجاب سحاب بأن المشروع بدأ بالفعل بمحافظة القاهرة، حيث تم اكتشاف مجموعة من المواهب، كما أُجريت لهم بروفات مبدئية داخل قصر ثقافة الجيزة.

وفي سؤال ختامي حول ما يميز هذا المشروع عن برامج اكتشاف المواهب على القنوات الفضائية، شدد سحاب على أن المشروع لا يعتمد على فكرة المسابقات أو التصويت الجماهيري، بل يقوم على الاستماع الجاد إلى المواهب الحقيقية وتدريبها بشكل علمي واحترافي، بهدف تقديم جيل جديد من الفنانين يمتلكون المهارة والوعي والقدرة على التعبير الفني الأصيل.

وفي الختام قدمت الموهبة ندا من مواهب المشروع أغنية 'سألوني الناس'، 'وصفوا لي الصبر'، كما قدمت الموهبة ملك أغنية 'الرضا والنور'. وعقب المؤتمر أجرى المايسترو بروفة مع عددا من المواهب من محافظة القاهرة.

المؤتمر نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة وشهد حضور محمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين ووسائل الإعلام المختلفة. وأدار فعاليات المؤتمر محمود أنور، مدير عام الإعلام بالهيئة.