تشهد مصر اليوم خطوة تاريخية جديدة في مسيرة تطوير قطاع الطاقة لديها، مع استمرار العمل بوتيرة متسارعة في المحطة النووية بالضبعة، أول محطة للطاقة النووية في البلاد وأكبر مشروع للطاقة النظيفة في المنطقة، حيث تمثل هذه المحطة، نقطة تحول استراتيجية في خارطة الطاقة الوطنية، حيث تسهم في تحقيق تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الأمن الطاقي السلمي، إضافة إلى دعم التنمية المستدامة.

يواصل المشروع، الذي يُنفذ بالتعاون الوثيق بين الجانب المصري والروسي، تحقيق إنجازات مهمة تعكس التزام مصر بالمعايير الفنية العالمية والاعتماد على أحدث التقنيات في مجال الطاقة النووية.

وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز التطورات التي شهدها المحطة خلال الفترة الماشية بالتعاون مع الجانب الروسي.

اكتمال الصبة الخرسانية للمستوى الثاني لمبنى وعاء الاحتواء الداخلي بالوحدة الثانية

في خطوة مهمة على طريق تنفيذ المشروع النووي المصري السلمي، شهد موقع محطة الضبعة النووية، إنجازًا هندسيًا جديدًا، تمثل في الانتهاء من أعمال الصبة الخرسانية للمرحلة الثانية من المستوى الثاني لمبنى وعاء الاحتواء الداخلي بمبنى المفاعل في الوحدة النووية الثانية.

التنفيذ قبل الموعد المحدد

تم إنجاز هذه الأعمال قبل الموعد المدرج في الجدول الزمني الرسمي للمشروع، بفضل جهود مشتركة بين هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء والمقاول العام الروسي شركة 'أتوم ستروي إكسبورت'، والتي واصلت فرقها العمل ليلاً ونهاراً لإنجاز المهام بالجودة المطلوبة وفي الوقت المناسب.

مواصفات هندسية دقيقة

يتكون وعاء الاحتواء الداخلي من هيكل أسطواني، يحتضن المفاعل النووي والمعدات الخاصة بالدائرة الأولية للمحطة، ويشمل المستوى الثاني منه 12 شريحة مسبقة الصنع، تم تصنيعها بالكامل داخل موقع المشروع بالضبعة، حيث يبلغ طول كل شريحة 12 مترًا، وارتفاعها 14 مترًا، ويتراوح وزنها بين 60 و90 طنًا.

واستغرقت عملية الصب 24 ساعة متواصلة، بمشاركة 4 رافعات خرسانية، ونحو 65 فنيًا وعاملاً، وباستخدام أكثر من 1000 متر مكعب من الخرسانة عالية الجودة.

إنجاز متكامل للمستوى الثاني

المرحلة الأولى من صب المستوى الثاني كانت قد أُنجزت في 19 أبريل 2025، وبهذا الإنجاز الأخير يكتمل تنفيذ كامل الصبة الخرسانية للمستوى الثاني من وعاء الاحتواء الداخلي بالوحدة الثانية، مما يُعد تطورًا مهمًا في المسار الإنشائي للمفاعل.

مشروع محطة الضبعة النووية يسير بخطى واثقة

يعد مشروع محطة الضبعة النووية من أهم وأبرز المشروعات القومية التي تعمل عليها الدولة المصرية، حيث يقول الدكتور شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء،: 'إن مشروع محطة الضبعة النووية يسير بخطى واثقة وفق الجداول الزمنية المعتمدة، ويعكس دقة التخطيط وكفاءة التنفيذ، وهو إنجاز جديد يُضاف إلى سجل المشروع الوطني الطموح لإنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء في مصر، وإننا لا نبني منشأة هندسية فحسب، بل نُرسي أساسًا لمستقبل مستدام للطاقة في البلاد.'

تعاون مصري روسي بهذا المشروع

لتنفيذ المشروعات القومية العلاقة تتعاون مصر مع الجانب الروسي لتنفيذ هذا المشروع، حيث يقول أليكسي كونونينكو، نائب مؤسسة 'أتوم ستروي إكسبورت' ومدير المشروع: 'حققنا هذا الإنجاز قبل الموعد المحدد بفضل العمل المشترك والكفاءة العالية للفرق المصرية والروسية، وقد وصلنا حاليًا إلى ارتفاع +20.150 مترًا، في حين نهدف إلى استكمال المستوى الثالث من الوعاء عند +29.150 مترًا بنهاية هذا العام.'

نبذة عن محطة الضبعة النووية

تعد المحطة النووية بالضبعة هي أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 300 كيلو متر شمال غرب القاهرة. وتتكون المحطة النووية بالضبعة من أربع وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 (ASE-2006) من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح؛ فهناك أربع وحدات للطاقة النووية قيد التشغيل من هذا الجيل، وهي موزعة كالآتي: مفاعلان في محطة نوفوفورونيش للطاقة النووية ومفاعلان في محطة لينينجراد للطاقة النووية كما تم تشغيل وحدتي طاقة تابعتين لمحطة الطاقة النووية البيلاروسية خارج روسيا.

ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة وفقًا لمجموعة العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017؛ والتي بموجبها ووفقًا للالتزامات التعاقدية، لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية فحسب، بل سيتعين عليه أيضًا توريد الوقود النووي طوال فترة العمر التشغيلي للمحطة النووية بالضبعة كما سيقدم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الموظفين ودعمهم أثناء مرحلة التشغيل والصيانة خلال السنوات العشر الأولى من تشغيل المحطة، فضلًا عن قيام الجانب الروسي - بموجب اتفاقية منفصلة – ببناء مرافق تخزين خاصة، وكذلك سيوفر حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفد.

إنجاز هندسي جديد بمشروع الضبعة النووي يسبق الجدول الزمني المحدد بالتعاون مع الجانب الروسي