اخبار تونس
موقع كل يوم -أنباء تونس
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الأول ٢٠٢٥
زارت الأستاذة المحامية آسيا الحاج سالم اليوم الأربعاء 24 ديسمبر الناشطة السياسية شيماء عيسى و قدمت عبر حسابها بالفايسبوك شهادتها حول ما لاحظته:
'زرت اليوم شيماء ، وجدت امراة رأسها مرفوعا وابتسامتها لم تفارقها رغم الوجع ورغم السجن ..تحدثنا ..ضحكنا احيانا ضحكة مكابرة …. وفي الاثناء كنت بين الفينة والاخرىً استرق النظر إلى تفاصيل صحتها عبر نظراتها وملامح وجهها و من دون ان اسألها كيف حالك ؟كيف تقضين اليوم ؟ 'قالت لي أنا بخير لاباس لاباس '.
'في السجن، لا يصرخ الألم ، الألم هناك يتعلّم ' الأدب ' الألم يجلس بهدوء ويأكل من الجسد شيئا فشيئا براحة دون أن يترك أثرًا يُدوَّن في محضر ، او يلتقط له صورة …سوى ما يحفر في القلب والذاكرة …
'شيماء متعبة بما يكفي ليخاف عليها الألم من الليل ومن الوحدة …ومن هذا الزمن الثقيل الذي يُقاس بالانتظار …..ومع ذلك، كانت معنوياتها مرتفعة…كم هو موجع أن ترى إنسانة مضطرة لأن تكون قوية أكثر مما يحتمل البشر…كأن الضعف ترف لم يعد مسموحًا لها….
'أعرف كيف تُكتب القضايا وكيف تصاغ المحاضر وتحلل وتناقش،دروس علمونا اياها في مدارج الكليات الخاصة ب'بالحقوق ' …لكن لا أحد يعلمنا كيف نكتب الوجع،كيف نفسّر عدالة تتأخر بينما الأجساد تدفع الثمن وحدها…
'هناك، خلف الجدران تتعب الأجساد قبل أن تُحسم الملفات،
وتشيخ الأرواح وهي تنتظر كلمة تُعيد لها حقّها في الحياة العادية….
'خرجت من الزيارة وأنا أفكّر:كم من القوة يحتاجها إنسان
ليبتسم وهو مُنهك،ليطمئن غيره وهو الذي يحتاج الطمأنينة؟
شيماء اليوم ليست رقمًا،ولا قضية،ولا اسمًا في خبر عابر…
هي إنسانة تُستنزَف ببطء،وتقاوم الانكسار بصمت يوجع أكثر من الصراخ….
الحي يروح ايه يروح ،نعرفوا الي هو بروح ولكن كيفاش يروح وبأي نفسية وبأي قدرة على تحمل هذه الحياة ؟!…'.

























