في مشهد يثير الدهشة، ظهر مقطع فيديو حديث يُوثق القصر المهجور بالرياض، المملوك للشيخ عبد الله بن فهد الثنيان، المولود عام 1918م والذي بقي على حاله لعقود، محتفظًا بثروة هائلة من السيارات الفارهة والأثاث الفاخر الذي لم يُستخدم منذ 35 عامًا.

وكشف فيصل بن عبد الله الثنيان، أحد أبناء مالك القصر، أن سبب تركه مهجورًا يعود إلى رغبتهم في إبقائه ذكرى لوالدهم، موضحًا أن القصر يقع داخل مزرعة وكان جزءًا من الضيافة، فيما انتقل أفراد العائلة إلى منطقة أخرى في العامرية.

وأظهر الفيديو مجموعة من السيارات الفاخرة التي كانت تُعد من أحدث الطرازات في وقتها، مركونة في جراج خارجي ضمن القصر، حيث تُقدر قيمتها الآن بملايين الريالات، كما ظهر في الفيديو أتوبيسات رحلات السفاري، مما يعكس مستوى الرفاهية والبذخ الذي تمتع به ولا يزال أصحاب القصر.

عبد الله باشا: سليل آل سعود الذي عاش في القسطنطينية

يُعد عبد الله بن فهد هو عبد الله بن عبد الله بن ثنيان آل سعود، المولود في يوليو 1843 في الرياض، أحد الشخصيات البارزة المنتمية إلى فرع آل ثنيان من أسرة آل سعود، وهو الفرع الذي استقر في تركيا لاحقًا. ورث عبد الله اسمه عن والده، عبد الله بن ثنيان، الذي كان الأمير الخامس للدولة السعودية الثانية قبل أن يُطاح به ويسجن في قصر المصمك، حيث توفي في نفس يوم ولادة ابنه.

في عام 1879، اتجه عبد الله إلى القسطنطينية في محاولة لاستعادة السيطرة على منطقة في واحة الأحساء، التي كانت قد خضعت للحكم العثماني. وعلى الرغم من مساعيه للحصول على دعم بريطاني من دمشق والقاهرة، لم يتمكن من تحقيق أهدافه. بعد وصوله إلى القسطنطينية في أغسطس 1880، أصبح يُعرف باسم 'عبد الله باشا'، ومنذ ذلك الحين، تضاءلت المعلومات حول مسيرته.

حياته العائلية

في القسطنطينية، تزوج عبد الله باشا من تعزروه هانم، وهي امرأة شركسية، ورُزقا بعدة أبناء، منهم محمد، والتوأم أحمد الثنيان والجوهرة، وسليمان. كما أنجب من زواج ثانٍ ولدين آخرين، هما عبد الرحمن وعبد القادر.

برز بعض أبنائه في مجالات مختلفة، حيث أصبح ابنه محمد طبيبًا في الجيش العثماني، وهو والد الملكة عفت، زوجة الملك فيصل بن عبد العزيز. كما لعب ابنه أحمد دورًا سياسيًا بارزًا، إذ عمل مستشارًا للملك عبد العزيز آل سعود.