تسارعت الأنباء خلال الساعات الماضية بعد انتشار فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يُظهر شخصًا يُعتقد أنه الصحفي الأمريكي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا في عام 2012، بعد أن كان يغطّي النزاع السوري لحساب شبكة 'سي بي إس' الإخبارية.

هذا الفيديو أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية، حيث طرح العديد من الأسئلة حول مصير “تايس” الذي طال انتظاره بعد مرور أكثر من 12 عامًا على اختفائه.

ظهر الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر الإنترنت رجلًا يُعتقد أنه أوستن تايس، يظهر وهو يرتدي زيًا بسيطًا، وفي وضع غير طبيعي، حيث تم تصويره من قبل أفراد سوريين بعد أن تم تحريره من السجون السورية.

وفي الفيديو، تحدث الرجل باللغة الإنجليزية، وهو يوجه رسالة غير واضحة، يتم فيها ذكر اسمه بشكل غير مباشر، ما زاد من التوتر حول مصير 'تايس'.

ورغم أن ملامح الرجل في الفيديو تتشابه مع ملامح الصحفي الأمريكي، إلا أن هناك العديد من الأسئلة حول مدى مصداقية هذا التسجيل، إذ لم يقدم الفيديو أي دليل قاطع على هوية الشخص المُحتجز، مما دفع العديد من الناس إلى التشكيك في صحتها.

كان أوستن تايس، الصحفي المستقل البالغ من العمر 31 عامًا آنذاك، قد اختفى في 13 أغسطس 2012 في العاصمة السورية دمشق أثناء تغطيته للنزاع السوري.

وكانت آخر رسالة له قبل اختفائه تتعلق بإرساله تقارير عن العمليات العسكرية في دمشق، ولم ترد أي معلومات بعد ذلك حول مكانه.

على مر السنين، حاولت السلطات الأمريكية بالتعاون مع حكومات دولية عديدة، معرفة مصير تايس، وأثيرت شائعات عدة حول مكانه، ولكن دون التوصل إلى إجابات حاسمة.

وفي عام 2018، أعلنت حكومة الولايات المتحدة عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يساعد في تحديد مكانه أو العثور عليه.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، روجر كارستينز، يواصل جهود البحث عن تايس من خلال زيارته لبيروت، حيث تعمل واشنطن على التواصل مع جهات في سوريا للوصول إلى تفاصيل حول مكان احتجاز الصحفي الأمريكي.

لم تصدر حتى الآن أي بيانات رسمية من الحكومة الأمريكية أو السفارة الأمريكية في دمشق بشأن الفيديو المنتشر.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قد صرح في وقت لاحق بأن الولايات المتحدة مستمرة في متابعة قضية أوستن تايس عن كثب، مشددًا على أن الحكومة الأمريكية تبذل كل الجهود الممكنة لضمان عودته بأمان إلى بلاده.

من جانبها، أكدت مصادر في المعارضة السورية أن الفيديو يظهر شخصًا يشبه تايس، لكنهم لم يتمكنوا من التأكد من صحة الفيديو أو موقع التصوير.

كما رفضت بعض المصادر في الحكومة السورية التعليق بشكل مباشر على الفيديو، مما أثار مزيدًا من التكهنات حول مدى مصداقيته.

سارعت الصحفية الأمريكية كلاريسا وارد، مراسلة CNN، إلى نفي أن يكون هذا الشخص هو أوستن تايس، مؤكدة عبر حسابها في 'إكس' أن 'هذا بالتأكيد ليس أوستن تايس'. وأكدت تقارير لاحقة من مصادر مختلفة في سوريا أن الشخص الظاهر في الفيديو قد يكون شخصًا آخر يُدعى ترافيس تيمرمان، وهو أمريكي مفقود في هنغاريا، ما يثير مزيدًا من الشكوك حول هوية الرجل.

وفي وقت لاحق، تم تداول تقارير من عدة مصادر في سوريا تشير إلى أن الشخص الظاهر في الفيديو قد يكون شخصًا يدعى 'ترافيس تيمرمان'، وهو أمريكي فقدت آثاره في هنغاريا في وقت سابق من هذا العام.

ووفقًا لما ذكرته بعض المواقع الإخبارية، فقد وصل تيمرمان إلى سوريا في رحلة دينية عبر لبنان، وكان قد تم احتجازه في أحد السجون السورية قبل أن يتم تحريره.

وفي حديثه لقناة 'الحدث' السعودية، أكد تيمرمان أنه غادر السجن مع مجموعة من المعتقلين، مشيرًا إلى أنه أصبح في وضع صعب بعد خروجه، حيث كان يبحث عن مكان للنوم.

وفي الوقت نفسه، أعربت عائلة أوستن تايس عن أملها في أن يكون الفيديو مؤشرًا على قرب عودة ابنها، لكنها دعت إلى الحذر والتأكد من جميع التفاصيل قبل إصدار أي تصريحات نهائية.

كما تواصل الولايات المتحدة تكثيف جهودها لاستعادة أوستن تايس.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن واشنطن تعتقد أن تايس لا يزال على قيد الحياة، مشددًا على أن تحديد مكانه هو 'أولوية قصوى' للحكومة الأمريكية.