اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٥
شهد الصالون الثقافي بقاعة ٢ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة صناعة الترجمة والتي تحدث فيها كل من صناعة الترجمة، إيمان عبد الحميد معهد جوتة، الدكتور خالد السيد كتارا.. قطر، الدكتور طه زيادة معهد ثربانتس، الدكتور علي بن تميم مركز اللغة العربية.. الإمارات، الدكتورة كرمة سامي 'رئيس المركز القومي للترجمة'، ماريان كمال 'المركز الثقافي الإيطالي'، الدكتور محمد عباس عبد العزيز 'ممثل مؤسسة الثقافة اليونانية'، الدكتور مصطفى رياض منسق، وهاني حنا 'ممثل المعهد الثقافي الفرنسي'، ويدير الجلسة الدكتور صفاء النجار.
وقالت الدكتورة صفاء النجار في تقديمها للجلسة: الحديث عن الترجمة والتحديات والذكاء الاصطناعي يظهر من خلال الأرقام فارتفع الطلب على البرامج الفورية للترجمة من ٥٠ مليون دولار وأصبح مليار دولار، أي أنه تضاعف تماما، ومجال الترجمة ليس فقط لصناعة الكتب ولكن هناك ترجمة فورية وترجمة للافلام والمسلسلات وغيرها.
وتابعت: لدينا ركيزة أساسية هي المركز القومي للترجمة وهو مسئول ومنوط بهذه الترجمة وتقدم كرمة سامي انفتاحا على اللغات المختلفة إلى اللغة العربية.
وأكملت: كما أن هناك دور للمؤسسات القومية المصرية وهذه الإطلالة على العالم والجسر الذي يربط بين الحضارات.
فيما قالت إيمان عبد الحميد من معهد جوتة: لدينا أكثر من مشروع لدعم الترجمة وهو برنامج عمره ٥٠ عاما، ويعمل في مصر منذ ٣٠ عاما، والحقيقة قمت بعمل رصد لآخر 4 سنوات ما بعد فترة كورونا، فوجدنا أن معهد جوتة دعم ترجمة ٦٠ كتاب خلال الأربع سنوات المنصرمة، وفي ٣٠ عاما تم دعم الكثير.
وأضافت: أول رواية ترجمناها كانت قصة بلا نهاية لباهر الجوهري، ونحن نقدم الدعم لدور النشر ويمكن للدور أن تقدم الطلبات لدعم الترجمة وشراء الحقوق وغيرها، أي أن الدور هي التي تقدم وليس المترجمين بأنفسهم.
واستكملت: هناك منصة ترجمتنا التابعة لمعهد جوتة وهي المنصة التي تقدم توصيات لدور النشر التي لديها صعوبة في التمثيل في المعارض العربية ولديها صعوبات في اللغة، وميزتها الأهم أنها ليست توصيات فقط ولكن يعمل عليها علماء كبار.
واختتمت: نظرا لدعمنا صناعة الترجمة والمشهد الثقافي فلدينا مقالات تشرح أشكال المشهد الأدبي في الدول الغربية، ومنذ عامين دشنا لمسابقة لمقتطف كتاب أطفال، والمسابقة حظت برواج وقررنا عمل مسابقة جائزتها ورشة عمل للترجمة في العاصمة الألمانية برلين، وكل المشروعات لا زالت قائمة وفي 2025 لدينا فعالية سيتم تدشينها تحت عنوان الإنسان في مواجهة الآلة عن الذكاء الاصطناعي.
بدوره قال الدكتور خالد السيد ممثل جائزة كتارا القطرية: بداية تم الإعلان عن كتارا بمرسوم أميري، واحتفلنا العام الماضي بمرور ١٤ عاما على نشأة حي كتارا، وهو حي يقوم على الهندسة الثقافية، الهندسة الثقافية، فهناك مسرح روماني ومركز للتسوق وثلاث فنادق وعدد من المحلات التجا،ية، كلها في الحي الثقافي كتارا.
وواصل: والترجمة جزء لا يتجزأ من الثقافة ووضعنا قدم على المستوى الثقاقي فجائزة كتارا أكبر حائزة وتم اعتمادها من حامعة الدول العربية وتم اختيار كتارا مدينة للرواية العربية وبالتعاون مع الدول العربية وضعنا بصمة عالمية وتم اعتمادنا من الامم المتحدة.
وتابع: عملنا على الترجمة للأعمال الفائزة للغة الإنحليزية والفرنسية وسيتم إضافة اللغة الصينية العام المقبل وهناك أيضا ترجمات للغة الأرمنية والإسبانية.
وأكمل: وهناك دار كتارا للنشر، وتم ترجمة أكثر من ٥٠ رواية عربية للإيطالية والفرنسية والإنجليزية، وتمتلك كتارا مكتبة عالمية متخصصة في الرواية، وللحدث عن الذكاء الاصطناعي والترجمة، فقد بدأ الذكاء الاصطناعي منذ عام ١٩٥٠، ولكن في الفترة الأخيرة وجدت كمية ضخمة من المعلومات والأجهزة التي تحلل هذا المحتوى، وكثير من الشركات استخدمت الذكاء الاصطناعي في الترجمة واستطاع جوجل ترانسليشن مواكبة الأمر، وهناك مايكروسوفت وبرنامج ديب لانجويج،، والترجمة الالية استطاعت، نعم بالفعل استطاعت، وهناك مرحلة مقبلة في الذكاء الاصطناعي وهي التي تترجم المحتوى.
واختتم: صحيح أنها حققت إنجاز، ولكن لا بد للعامل البشري الضروري، الترجمة للعربية بها قليل من الصعوبة نظرا للقواعد اللغوية وأتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي مرحلة كبيرة في أمور أخرى مثل الطب والهندسة وغيرها.
وأكدت الدكتورة كرمة سامي: مشكلة الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية كبيرة، بالطبع لا بد من تحالف المعارف ونحن أمة عربية وبالتأكيد أنه لا بديل من وحدة الهدف.
وواصلت: صناعة الترجمة تتعلق بصناعة المترجم نفسه، والحقيقة أن الأمة التي تترجم هي أمة لديها ثقة في ثقافتها، كنت من أشد الناس حظا لعلاقتي بالمترجم الكبير محمد عناني، وهناك سؤال اطرحه على نفسي، كيف يمكن أن نجد عناني آخر.
واختتمت: نحن نربي ذوق القارئ وسط أمواج عاتية، وهناك إقبال على عناوين المعرض في القومي للترجمة، لدينا آباء مؤسسين يعرفون مسئولية المترجم ومنهم رفاعة الطهطاوي وطه حسين، وهناك مسابقة لشباب المترجمين منذ ثلاث سنوات.
بدوره قال الدكتور محمد عباس عبد العزيز ممثل المؤسسة الثقافية اليونانية: هناك مقولة لكزنتزاكيس يقول فيها تجري في عروقي دماء عربية، وأول محاولات الترجمة من والي اليونانية للعربية والعكس كانت في العصر العباسي، وبعدها توقفت، ليأتي طه حسين ويعيد إنتاج المشروع، وفي الـ٢٥ عاما الأخيرة معظم الترجمات كانت عن طريق المركز القومي للترجمة.
وواصل: مؤسستنا هدفها نشر العلوم في العالم كله، ونشارك في المهرجانات ونسعى لتعزيز الثقافة اليونانية ودعم الترجمات اليونانية وآخر عامين أخذ المكرز الأم في اليونان خطوة لترجمة الأعمال اليونانية للعربية عبر برنامج كبير ويمكن لدور النشر ان تقدم مع مترجم معين وعناوين معينة، ويمكن للمترجم ان يقدم بنفسه للمنحة.
وعن الذكاء الاصطناعي قال: لا بد من التدخل البشري، ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يقوم بكل المهمة، والحقيقة عن الترجمة الوسيطة فقد كنا محظوظين لترجمة بهاء طاهر ولا بد أن يكون المترجم كاتب حتى يخرج المترجم بصورة جيدة.
فيما قال هاني حنا ممثل المركز الثقافي الفرنسي: صناعة الترجمة موضوع في غاية الثراء لأنه يحمل معنيين، الأول هو العملية الحرفية التي تنتج الكتاب المترجم، والمكون الأول هو الموهبة، ولكن لا بد للمترجم أن يكون كاتبا، ويكون لديه نظرة شاملة، المترجم مثل الطبيب ويجب أن يكون لديه خيال، ودستويفسكي تعرض للمساءلة.
وواصل: 'يجب أن يتقمص المترجم دور القارئ العربي إن كان سيترجم للعربية ولكن الموهبة وحدها في الترجمة لا تكفي ويجب أن تكون هناك تمارين،، ويجب على المترجم فعم مقصد الكاتب لأن الكلمات تتكور، حتى القواميس يجب أن يتم تحديثها.
وعن الذكاء الاصطناعي قال إنه تنقصه البلاغة، والحقيقة أنه تطور كثيرا، ولكن لا ينفي هذا أنه ملئ بالمشاكل، ولا بد من المراجعة لأن الذكاء الاصطناعي لا يفرق بين الخطأ البسيط والخطأ الفادح.
وقال الدكتور طه زيادة عن مركز ثربانتس وعن مستقبل الترجمة الأدبية في عصر الذكاء الاصطناعي: مركز ثربانتس لديه تمثيل في العالم العربي وانحاء العالم وهو منصة لكل المتحدثين باللغة الاسبانية وهم ٥٠٠ مليون إنسان.
وواصل: نقدم خدمات لدارسي الإسبانية وتأهيل المترجمين وهناك دعم مهم للترجمة بشكل سنوي لمقترحات يقدها مترجمين لدور النشر وازداد هذا الدعم ليصل لدول عربية أخرى.
واكمل: بصفتي أكاديميا دارسا للترجمة وأقوم بتدريس الترجمة في جامعة القاهرة تواجهنا مشاكل في تاهيل المترجمين بالطبع، ويعد موضوع الترجمة في ظل الذكاء الاصطناعي مهما للغاية، وهو من الممكن أن يسهم في دقة وسرعة الترجمة، وتقديم ترجمات جيدة، ولكن في الأدب قد لا يتقن الذكاء الاصطناعي الترجمة لأنها مليئة بالمشاعر، للكاتب، وبالتالي سيفقد الذكاء الاصطناعي عددا من الاليات هي انه لم يطرح ما شعر الكاتب به.
واختتم: لدينا ٢٠ كلية في مصر تقوم بتدريس اللغة الإسبانية ولكن ما هو درونا تجاه الترجمة، هذا هو السؤال الحقيقي، وأشكر القومي للترجمة، واقترح بما أن لدينا ٢٢ دولة عربية فلماذا لا نعمل على الأمر بشكل عكسي، وأن يكون هناك تفعيل لبيت المترجمين يساهم في الترجمة، كما يحدث في إسبانيا، وفي النهاية أشيد بالمركز القومي للترجمة وهو حاضنة لكل المترجمين وكل اللغات في المنطقة العربية.
وفي نهاية الجلسة طالبت الدكتورة صفاء بوضع توصية تتلخص في تفعيل بيت الترجمة المصري والعمل عليه بجهد حتى يكون ركيزة أساسية للمترجمين المصريين.