أكدت الإعلامية أمل الحناوي، أن ما يجري داخل السودان اليوم يعكس كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، في ظل عجز المساعدات الإنسانية عن الوصول إلى المناطق المنكوبة، في الوقت الذي تشهد الأوضاع الإنسانية في السودان مرحلة هي الأخطر منذ اندلاع الصراع الداخلي، حيث تتواصل الانتهاكات ضد المدنيين في عدد من المدن المحاصرة، وتتصاعد مشاهد القتل والتهجير تحت وطأة العمليات العسكرية.

تكرار مشاهد الفاشر

وقالت آمل الحناوي، خلال برنامجها «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، إن مدنًا عدة تخضع لحصار قوات الدعم السريع، ما أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء، الأمر الذي ترك آلاف الأسر عرضة للمجاعة والفقر والمرض في ظل غياب ممرات آمنة، وأن تقارير أممية حديثة كشفت تكرار أنماط القتل الوحشي التي شهدتها مدينة الفاشر في دارفور عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها في أكتوبر الماضي، لتظهر بصورة مشابهة الآن في إقليم كردفان.

وأشارت آمل الحناوي، إلى أن هذه التقارير توثق عمليات قتل جماعي وانتهاكات خطيرة ترتكب بحق المدنيين، مما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية ملحّة للتحرك، وأن عشرات الآلاف من المدنيين يفرّون يوميًا من مناطق العنف، سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة، بحثًا عن ممر آمن يقيهم من مصير مجهول يهدد حياتهم، واصفه موجات النزوح بأنها الأكبر منذ بداية الحرب، نظرًا لاتساع رقعة العمليات العسكرية وغياب التدخلات الفعالة لوقف العنف.

تقدم الجيش السوداني

وفي سياق متصل، سلطت الإعلامية آمل الحناوي، الضوء على التطورات الميدانية في جنوب كردفان، مشيرة إلى أن الجيش السوداني حقق خلال الأيام الماضية تقدمًا مهمًا بعد استعادة عدد من المناطق الاستراتيجية التي كانت خاضعة لقوات متحالفة مع قوات الدعم السريع، وأن هذا التقدم يشكل «إنجازًا ميدانيًا لافتًا»، إذ يمنح الجيش قدرة أكبر على توسيع نطاق عملياته، وتأمين الطرق الحيوية التي تعتمد عليها القوات في تحركاتها، كما يعزز هذا التقدم من قدرة الجيش على حماية المناطق السكنية المحيطة ومنع تمدد الميليشيات.

وأشارت آمل الحناوي، إلى أن استعادة هذه المناطق ينعكس بشكل مباشر على الوضع الإنساني للسكان القريبين من خطوط التماس، حيث يسهم في تعزيز تأمين ممرات الحركة ويحدّ من دخول الميليشيات إلى المناطق المأهولة، غير أنها شددت في الوقت ذاته على أن استمرار التصعيد واتساع رقعة العنف يظلان عاملين رئيسيين في تعقيد المشهد الإنساني.

تأثير التقدم على المدنيين

وأكدت آمل الحناوي، أن المدنيين يبقون الحلقة الأضعف في معادلة الصراع، في ظل غياب حلول سياسية واضحة واشتداد المواجهات المسلحة، مشيرة إلى أن تحسين الأوضاع يتطلب وقفًا فوريًا لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية ملائمة، إضافة إلى دور دولي أكثر فاعلية في الضغط على الأطراف المتقاتلة.

وختمت الإعلامية آمل الحناوي، حديثها بالتأكيد على أن المجتمع الدولي مطالب باتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه الانتهاكات المستمرة، خاصة مع ازدياد التقارير التي توثق جرائم القتل الجماعي والتهجير القسري، مشددًا على ضرورة دعم المنظمات الإنسانية التي تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى المتضررين، محذّرة من أن استمرار الوضع الحالي قد يقود السودان إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.