متابعات- نبض السودان

في خطوة استراتيجية مهمة، أعلن الفريق قمر الدين فضل المولى والي ولاية النيل الأبيض، عن استعداد الولاية الكامل للتعاون مع شركة مطارات السودان لإعادة تشغيل مطار كنانة الدولي، في مشروع يُعد من أبرز الخطوات نحو تعزيز البنية التحتية لقطاع الطيران في السودان، ودعم التنمية الاقتصادية والإنتاجية في ولايات الوسط.

مطار كنانة.. بوابة الصادر نحو إفريقيا والخليج

يُعتبر مطار كنانة الدولي من أهم المرافق الحيوية في السودان، إذ يمثل منفذًا رئيسيًا لحركة الصادر نحو دول إفريقيا والخليج العربي، لما تتمتع به منطقة كنانة وولايات الوسط المجاورة من ثقل اقتصادي وإنتاجي كبير، خصوصًا في قطاعات الزراعة والصناعة والتصدير.

وأكد الفريق قمر الدين، في اتصال هاتفي أجراه من الصالة التشريفية بمطار بورتسودان الدولي مع عثمان العوض مدير المطارات الولائية، أن حكومة الولاية مستعدة لتخصيص كافة المساحات المحيطة بالمطار باسم “مطار كنانة الدولي”، وذلك تمهيدًا لعملية التوسعة المرتقبة التي ستشمل تحسين البنية التحتية والمدارج والمرافق الخدمية.

استعدادات واسعة لإعادة التأهيل والتشغيل

وأوضح والي النيل الأبيض أن الولاية ترحب بزيارة وفد شركة مطارات السودان برئاسة المهندس المستشار سر الختم، مدير مطارات السودان، بمشاركة عثمان العوض ووفد من سلطة الطيران المدني، في إطار خطة تنسيق فني وتشغيلي متكاملة لإعادة تأهيل وتشغيل المطار وفق أعلى المعايير الفنية.

وأشار إلى أن إعادة تشغيل مطار كنانة الدولي تمثل قيمة اقتصادية كبيرة ليس فقط للنيل الأبيض، بل لولايات سنار والجزيرة والقضارف، نظرًا لأن المطار سيكون حلقة وصل رئيسية في حركة النقل الجوي بين تلك الولايات والعاصمة الخرطوم وبقية المناطق.

جاهزية الولاية من النواحي الصحية والخدمية

وفي السياق ذاته، رحّب الدكتور الزين سعد، وزير الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية النيل الأبيض، خلال زيارته الأخيرة لمطار بورتسودان الدولي، بخطة التشغيل الجديدة، مؤكدًا جاهزية الكوادر الطبية والفنية بالولاية لتأمين المطار من الجوانب الصحية كافة، بما في ذلك تفعيل خدمات الحجر الصحي وتطبيق المعايير الدولية في السلامة والوقاية الصحية.

كما شدد الوزير على أن الوزارة ستوفر الدعم الفني الكامل لإنجاح خطة التشغيل، بما يضمن مطابقة المطار للمعايير العالمية الخاصة بإدارة وتشغيل المطارات الدولية.

موقع استراتيجي واستثمار عربي رائد

ويقع مطار كنانة في منطقة صناعية متقدمة تشتهر بإنتاج السكر، ويُعد من نماذج الاستثمار العربي الناجح في السودان، إذ تم تأسيسه في إطار التعاون العربي المشترك لتسهيل نقل المنتجات الزراعية والصناعية إلى الخارج.

وقد شهد المطار في الفترة الأخيرة تطورات فنية مهمة، أبرزها تركيب الإضاءة المدرجية، ما يُتيح له العمل في فترات التشغيل الليلي، إضافة إلى إعادة تأهيل المدرج الرئيسي ومباني الخدمات، مما يجعله مؤهلاً لاستقبال الرحلات التجارية والإغاثية على حد سواء.

خطوة نحو تنمية متكاملة لولايات الوسط

ويرى المراقبون أن عودة مطار كنانة للعمل ستكون نقطة تحول استراتيجية لولايات الوسط، إذ ستسهم في تحريك عجلة الاستثمار والتجارة والصادر، إلى جانب تخفيف الضغط عن مطار الخرطوم، وتسهيل نقل السلع والبضائع والركاب بين ولايات السودان المختلفة.

كما يُتوقع أن يخلق المطار فرص عمل جديدة في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل الجوي، إلى جانب تنشيط حركة الاستثمار الصناعي والزراعي في مناطق النيل الأبيض وما حولها، خاصة مع الاتجاه الحكومي نحو تطوير الممرات التجارية والاقتصادية بين الولايات.

آمال كبيرة ومتابعة حكومية دقيقة

وأكد والي النيل الأبيض أن حكومة الولاية تضع مشروع تشغيل مطار كنانة الدولي ضمن أولوياتها، باعتباره ركيزة تنموية مهمة تفتح الباب أمام نمو اقتصادي مستدام، مشيرًا إلى أن التنسيق بين حكومة الولاية وسلطات الطيران المدني يسير بخطى ثابتة لضمان إعادة التشغيل خلال الفترة المقبلة.