في عالم التغذية، قد يبدو التفاح الأحمر والأخضر مجرد اختلاف في اللون، لكن تقريرًا حديثًا نشره موقع 'فيري ويل هيلث' كشف أن وراء هذا التباين البصري فروقات غذائية دقيقة تؤثر على الصحة بشكل مباشر، ما يجعل اختيار نوع التفاح أكثر من مجرد تفضيل ذوقي.

التقرير أشار إلى أن كلا النوعين يتشابهان في المحتوى الأساسي من الفيتامينات والمعادن، إلا أن لكل منهما خصائص فريدة تمنحه تأثيرًا مختلفًا على الجسم. فالتفاح الأخضر يحتوي على سعرات حرارية وكربوهيدرات أقل، ما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يتبعون حمية غذائية أو يسعون لضبط مستويات السكر في الدم. هذا الانخفاض في السكريات يفسر طعمه اللاذع مقارنة بنظيره الأحمر.

في المقابل، يتميز التفاح الأحمر بتركيز أعلى من مركب الأنثوسيانين، وهو أحد أقوى مضادات الأكسدة الطبيعية، ويُعرف بدوره الفعال في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، مما يساهم في الوقاية من أمراض القلب والسرطان والسكري.

أما القاسم المشترك بين النوعين، فهو قشر التفاح الذي يحتوي على تركيز أعلى من مضادات الأكسدة مقارنة باللب. لذلك، ينصح الخبراء بتناول التفاح دون تقشيره للحصول على أقصى فائدة صحية، بغض النظر عن لونه.

علميًا، يعود لون التفاح إلى مجموعة من الصبغات النباتية التي تعمل كمضادات أكسدة قوية. فالأحمر والأزرق ناتجان عن الأنثوسيانين، بينما الأصفر والبرتقالي مصدرهما الكاروتينات، وهي مركبات تقلل الإجهاد التأكسدي وتدعم المناعة. أما اللون الأخضر، فينتج عن الكلوروفيل، الذي أظهرت الدراسات دوره في الوقاية من السرطان، وتحسين صحة الجلد، القلب، الجهاز الهضمي، العضلات، والكبد.

ويحتوي التفاح على مركبات البوليفينول، التي تساهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الأمعاء.

الألياف القابلة للذوبان في التفاح، مثل البكتين، تساعد في خفض الكوليسترول الضار وتحسين التحكم في سكر الدم.

التفاح الأخضر يُفضل في حالات مقاومة الإنسولين، بينما التفاح الأحمر يُنصح به لتعزيز مضادات الأكسدة في الجسم.

تناول تفاحة يوميًا قد يقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 20%، وفقًا لدراسات منشورة في المجلة الأوروبية للتغذية.

77.235.62.132