اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
يواجه أطفال اليمن أزمات مركبة ومعقدة نتيجة الصراع المستمر منذ أكثر من عقد بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثيين.
وقد أدى هذا الصراع إلى خلق واقع مليء بالأوجاع الصحية والآلام الإنسانية، التي لا تزال مستمرة حتى اليوم دون أي أفق للحل.
وفي ظل هذا الواقع، تستمر الأمراض في إنهاك أجساد الأطفال اليمنيين، الذين يعاني الملايين منهم من الفقر والجوع والمرض، ويُعد مرض الحصبة من أبرز هذه الأمراض التي تشهد انتشارًا واسعًا في مختلف أنحاء البلاد، وسط تسجيل حالات كثيرة بين الأطفال.
أرقام مُقلقة
كشفت منظمة 'أطباء بلا حدود' الدولية الإنسانية، يوم الاثنين، عن تفشٍّ مقلق لمرض الحصبة في اليمن، معلنة علاج أكثر من 1400 حالة خلال ثلاثة أشهر في محافظة ذمار وحدها.
وذكرت المنظمة في بيان نشرته عبر موقعها الإلكتروني أنه 'بين أبريل ويوليو 2025، عالج فريق أطباء بلا حدود أكثر من 1400 مريض بالحصبة في محافظة ذمار (واقعة تحت سيطرة الحوثيين)، من خلال أنشطته في مستشفى الوحدة والعيادات المتنقلة، وكان أكثر من 56 في المئة من المرضى أطفالاً دون سن الخامسة'.
وأضاف البيان: 'رغم صعوبة تحديد جميع العوامل التي تزيد من تحديات مكافحة الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، فإن الفجوات الكبيرة في برامج التطعيم الروتيني ومحدودية الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأساسية تلعب دورًا رئيسيًا في الزيادة الكبيرة في عدد الإصابات'.
ونقل البيان عن ديسما ماينا، المديرة القُطرية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن، قولها: 'شهد البلد مؤخرًا زيادة مقلقة في حالات الحصبة، وسط تصاعد في الاحتياجات للرعاية الصحية، ويواجه المواطنون صعوبات بالغة في الوصول إليها'.
وأضافت: 'أدت أكثر من 10 سنوات من الحرب وعدم الاستقرار إلى تدهور الخدمات الصحية في البلاد، ومع الانخفاض الأخير في الدعم الإنساني والتمويل الدولي لنظام الرعاية الصحية في اليمن، نشعر بقلق عميق إزاء الاحتياجات الطبية المتزايدة في المجتمعات'.
وأكد البيان أن 'تفشي الحصبة في المحافظات اليمنية، بما في ذلك ذمار، هو تذكير واضح بأهمية التطعيم، وضرورة الاستعداد للتدخل الطبي السريع في أوقات الأزمات، إلى جانب تعزيز الإجراءات الوقائية، والمشاركة المجتمعية، ومعالجة الحالات بفاعلية'.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق 'أطباء بلا حدود'، فإن حجم الاحتياجات يتطلب مزيدًا من الجهود المتضافرة، واستجابة شاملة ومنسقة من جميع الجهات الفاعلة في القطاع الصحي، للحد من تدهور الوضع الحالي، وفقًا للبيان.
حالات متعددة عابرة للمحافظات
ولا يقتصر الأمر على مناطق سيطرة الحوثيين، إذ تعاني المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة المعترف بها أيضا من انتشار المرض، بما في ذلك محافظة تعز.
فقد أعلنت السلطات الصحية في تعز قبل أيام، عن استمرار تفشي الحصبة، وسجّلت العديد من الحالات، بينها حالات وفاة.
وأفادت الإحصاءات الرسمية بأن عدد حالات الاشتباه والإصابة المؤكدة بمرض الحصبة في تعز منذ مطلع العام الجاري بلغ 1320 حالة، توفيت منها 6 حالات.
من جهتها، أشارت النشرة الوبائية الصادرة عن إدارة الترصد الوبائي بمكتب وزارة الصحة العامة والسكان في ساحل حضرموت إلى تسجيل 340 حالة اشتباه بمرض الحصبة منذ بداية عام 2025، منها 18 حالة مؤكدة مختبريًا، إضافة إلى 4 حالات وفاة مرتبطة بالمرض خلال الفترة ذاتها.
مرض فيروسي خطير
يعد الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، يمكن أن ينتشر بسهولة في الأماكن المزدحمة، وقد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، خاصة لدى الأطفال دون سن الخامسة، أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف في المناعة.
ورغم خطورته، فإن الحصبة مرض يمكن الوقاية منه بفعالية من خلال اللقاحات، التي لا تحمي الفرد فقط، بل تسهم أيضًا في تحقيق مناعة المجتمع، وهو أمر بالغ الأهمية في الحد من انتشار الأوبئة ومنع تفشيها، حسب منظمة أطباء بلا حدود.