متابعات- نبض السودان

كشف الناطق الرسمي باسم شبكة أطباء السودان، محمد فيصل”، أن الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع أودت بحياة 237 طبيبًا منذ اندلاعها في منتصف أبريل 2023، من بينهم 4 أطباء في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، في وقتٍ تكبّد فيه القطاع الصحي خسائر فادحة تُقدّر بنحو 14 مليار دولار.

انهيار واسع في القطاع الصحي السوداني

وأوضح فيصل أن الحرب الدامية التي عصفت بالبلاد منذ أكثر من عام ونصف قد تسببت في تدمير أكثر من 80% من النظام الصحي بمدينة الفاشر بالكامل، مشيرًا إلى أن ذلك الدمار انعكس على قدرة المؤسسات الطبية على تقديم الخدمات العلاجية الأساسية، خصوصًا مع توقف غالبية المستشفيات عن العمل نتيجة النهب والاستهداف المباشر، بحسب”الترا سودان.

تحسن نسبي في الخرطوم وإعادة فتح عشرات المستشفيات

وأشار المتحدث باسم شبكة أطباء السودان إلى أن الأوضاع الصحية في العاصمة الخرطوم تشهد تحسنًا تدريجيًا خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تم إعادة افتتاح 34 مستشفى و214 مركزًا صحيًا بعد عمليات صيانة وتأهيل محدودة، رغم استمرار نقص الإمدادات الطبية والمستلزمات الحيوية.

جرائم بحق الكوادر الطبية

وأفاد فيصل بأن الشبكة تلقت أنباءً أولية (قيد التأكيد) تفيد بأن مليشيا الدعم السريع صفّت 13 كادرًا طبيًا داخل مستشفى أم قرفة بولاية شمال كردفان، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي طالت العاملين في المجال الصحي منذ بداية النزاع المسلح، وسط دعوات واسعة من منظمات طبية وحقوقية لفتح تحقيقات مستقلة في هذه الوقائع.

تقديرات رسمية بخسائر فادحة

وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الصحة السودانية أن خسائر القطاع الصحي نتيجة الدمار والنهب الذي طال المستشفيات والمؤسسات والمخازن الطبية بلغت نحو 11 مليار دولار، تشمل أجهزة ومعدات وسيارات إسعاف ومستودعات أدوية وإمدادات طبية، إلى جانب تدمير مصانع الأدوية الوطنية التي كانت تمثل ركيزة أساسية في دعم القطاع الدوائي المحلي.

اعتداءات ممنهجة على المرافق الصحية

ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تم توثيق 156 هجومًا على مرافق صحية منذ أبريل 2023، أدت إلى مقتل 318 شخصًا وإصابة 273 آخرين، وهو ما اعتبرته المنظمة انتهاكًا جسيمًا للقانون الإنساني الدولي، داعيةً إلى حماية الطواقم الطبية والمستشفيات من الاستهداف المباشر خلال النزاعات المسلحة.

أرقام الحرب المأساوية في السودان

وتشير بيانات منظمة ACLED، وهي منظمة عالمية مختصة بجمع وتحليل بيانات النزاعات، إلى أن الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع أدت إلى مقتل أكثر من 29,683 شخصًا منذ اندلاعها، ما يجعلها من أكثر النزاعات دموية في العالم خلال العامين الأخيرين، إلى جانب تسبّبها في واحدة من أكبر أزمات النزوح واللجوء الإنساني عالميًا.

انهيار الخدمات الصحية ونداء استغاثة

ويحذر مراقبون من أن استمرار الحرب دون حلول سياسية عاجلة سيؤدي إلى انهيار كامل لمنظومة الرعاية الصحية في السودان، خصوصًا مع فرار آلاف الأطباء والممرضين إلى الخارج، ونفاد الإمدادات الطبية الحيوية في المستشفيات الميدانية، مما يفاقم الأزمة الصحية ويهدد حياة ملايين المدنيين.

المجتمع الدولي أمام مسؤولياته

وطالبت شبكة أطباء السودان والمنظمات الإنسانية المجتمع الدولي بـ توفير ممرات آمنة للإمدادات الطبية ودعم الكوادر العاملة داخل البلاد، إضافة إلى الضغط على الأطراف المتحاربة لوقف استهداف المستشفيات والطواقم الطبية، باعتبار أن ذلك يشكّل جريمة حرب مكتملة الأركان وفق المواثيق الدولية.

نداء أطباء السودان: أنقذوا ما تبقى من القطاع الصحي

في ختام حديثه، وجّه محمد فيصل نداءً عاجلًا لإنقاذ ما تبقى من البنية الصحية في البلاد، داعيًا إلى تحرك سريع يوقف نزيف الكوادر الطبية ويحمي المؤسسات العلاجية من الانهيار، مؤكدًا أن استعادة النظام الصحي لن تكون ممكنة دون إنهاء الحرب وعودة الأمن إلى المدن والولايات.