اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
نشر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك منشورا جديدا قال فيه: إن رسول الله ﷺ أراد بنا كل خير في ديننا ودنيانا، فقال : «لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ، إِلا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ، وَيُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ».
وأشار إلى انه لا سبيل لسعادتنا، وهدوء أنفسنا، وراحة قلوبنا إلا في الحياة على مراد الله، ولذا فإن رسول الله ﷺ عندما أرشدنا إلى كل خير يقربنا من الله ومن الجنة، فقد أراد لنا في نفس الوقت سعادة الدنيا، حيث إن الإنسان يشعر وهو يسير على منهج الله بالرضى عن نفسه والرضى عن الدنيا، حيث يرى الله في كل شيء.
أسباب الفتن التى نعيش فيها
ولا شك أن ما نعيش في من فتن كان بسبب ابتعادنا عن منهج الله في حياتنا بكل مجالاتها، فحدث ابتعاد عن منهج الله في طريقة التفكير، وطريقة الخطاب، وطريقة التعامل في كل شيء مما أوجد تلك الفتن التي تجعل الحليم حيران.
تلك الفتن التي غبشت الصورة، وحاولت قلب الحقائق، وخلطت الأوراق، تلك الفتن التي لا يعرف الإنسان بسببها كيف يسير، وأين يسير، ومتى يتوقف ؟ فتن تجعل التمسك بدين الله عسير لمعاندة أصحاب الأهواء، فتن قال فيها النبي ﷺ : «إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا، وَهَوًى مُتَّبَعًا، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ الْعَوَامَّ، فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهِنَّ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ » [الترمذي].
وتابع: تلك الفتن التي من آثارها وأسبابها وربما من مظاهرها ما ذكره النبي ﷺ حيث قال : «سَيَأْتِى عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتٌ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ. قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ التَّافِهُ فِى أَمْرِ الْعَامَّةِ ». [أحمد وابن ماجة].
ترك لنا رسول الله ﷺ من أنواره أحاديث تسلي قلوبنا، وتهدئ أنفسنا، فجعلنا مع رؤية تلك الفتن نزداد يقينًا بصدقه ﷺ وصدق رسالته، ترك لنا النبي ﷺ من أنوار النبوة أحاديث أشراط الساعة، وعلامات القيامة لتحقق تلك التسلية للقلوب، والتهدئة للنفوس.