اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٩ كانون الأول ٢٠٢٥
رأت مجلة لوبوان أن سنة 2025 المودعة ينبغي أن تدفع الأوروبيين إلى القبول بتضحيات كبيرة، في هذه اللحظة التي ترى فيها روسيا والصين، والآن الولايات المتحدة أيضا، العالم على أنه تقاسم لمناطق نفوذ.
ورأى جيرار أرو -في زاويته بالمجلة- أن عام 2025 شكل نقطة تحول تاريخية قلبت المسلمات التي حكمت النظام الدولي منذ عقود، وأدخلت أوروبا في مرحلة غير مسبوقة من العزلة وعدم اليقين.
ونبه الكاتب إلى أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القوية إلى السلطة كانت إعلان تحول جديد، إذ لم يعد كما كان في ولايته الأولى يقوم بارتجال ومناورات حادة بعض الشيء ولكن بلا عواقب تذكر، بل تحول إلى تنفيذ مشروع متكامل يهدف إلى إعادة صياغة الداخل الأميركي وتقويض أسس التحالفات الغربية التقليدية.
فداخليا، أضعف ترامب مؤسسات الرقابة والتوازن -كما يرى الكاتب- وخارجيا أعلن عمليا نهاية فكرة 'الغرب' كشراكة سياسية وقيمية، إذ لم يعد يعامل أوروبا كحليف، بل كمنافس أو حتى كمستهدف، كما أظهر فرض الرسوم الجمركية، والتشكيك في التزام واشنطن بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والدعم الصريح لحركات اليمين المتطرف الساعية إلى تفكيك الاتحاد الأوروبي.
في ظل هذا التحول -كما يقول أرو- وجد الأوروبيون أنفسهم وحدهم في عالم أكثر خطورة، وهم غير مستعدين سياسيا ولا عسكريا ولا اقتصاديا لمواجهة التحديات، بسبب أزماتهم الداخلية، وتناقض مصالحهم، واستمرارهم في الرهان على أن ترامب مجرد 'مرحلة عابرة'، مما عمق ضعفهم وشجع قوى أخرى، وعلى رأسها الصين، على استغلال هذا الوهن اقتصاديا وإستراتيجيا.
ورغم بروز مؤشرات على صحوة أوروبية، مثل زيادة الإنفاق الدفاعي وتغير بعض السياسات الاقتصادية، يحذر الكاتب من أن هذه الاستجابة قد تكون متأخرة وغير كافية بسبب بطء القرار الأوروبي وثقافة التسويات.
في المقابل، كشف عام 2025 تأكيد الصين لمكانتها كقوة عظمى قادرة على مواجهة الولايات المتحدة وفرض توازن ردع فعلي، في وقت تواصل فيه روسيا السعي إلى توسيع نفوذها بلا اكتراث بالقانون الدولي.
وخلص جيرار أرو إلى أن العالم بات يدار بمنطق تقاسم مناطق النفوذ بين قوى كبرى، وأن استقلال أوروبا أصبح على المحك، ولن يكون الحفاظ عليه ممكنا من دون تضحيات جسيمة وقرارات حاسمة.













































