متابعات- نبض السودان

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحًا مفاجئًا قال فيه إن السلام بين إسرائيل وإيران بات وشيكًا، مؤكدًا أنه يعمل خلف الكواليس لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، كما فعل سابقًا مع دول متنازعة مثل الهند وباكستان، وصربيا وكوسوفو.

تدوينة نارية على تروث سوشال

وكتب ترامب على منصة 'تروث سوشال'، قائلاً: 'يجب على إيران وإسرائيل أن تتوصلا إلى اتفاق، وسوف تتوصلان إلى اتفاق، تمامًا كما فعلتُ مع الهند وباكستان، حين استخدمت التجارة مع الولايات المتحدة لإدخال العقل والمنطق والتماسك في المحادثات مع قائدَين ممتازَين كانا قادرَين على اتخاذ قرار سريع وإيقاف التصعيد'.

استدعاء لتجارب دبلوماسية سابقة

استحضر ترامب خلال تدوينته وقائع من فترته الرئاسية الأولى، مشيرًا إلى أن نجاحاته السابقة في نزع فتيل النزاعات قد تتكرر في الشرق الأوسط، وقال: 'خلال فترتي الرئاسية الأولى، كانت صربيا وكوسوفو على شفا مواجهة شديدة كما كان الحال لعقود، وكان هذا النزاع المستمر على وشك أن يتحول إلى حرب، أوقفتُ ذلك'.

وتابع: 'لكن بايدن أضر بالآفاق طويلة الأمد ببعض القرارات الغبية جدًا، وسأُصلح ذلك مجددًا'.

«السلام قادم».. رسائل مشفّرة

أكد ترامب في نهاية رسالته أن هناك تحركات خلف الستار، واجتماعات سرية تجرى بالفعل تمهيدًا لما وصفه بـ'سلام قريب' بين إسرائيل وإيران، قائلاً: 'سيكون هناك سلام قريبًا بين إسرائيل وإيران! هناك العديد من الاتصالات والاجتماعات تجري الآن. أقوم بالكثير، ولا أحصل على أي تقدير، لكن لا بأس، الشعب يفهم. لنجعل الشرق الأوسط عظيمًا من جديد'.

توقيت حساس وواقع مشتعل

تأتي تصريحات ترامب في وقت بالغ الحساسية، حيث تشهد المنطقة تصعيدًا غير مسبوق بين طهران وتل أبيب، بما في ذلك تبادل ضربات صاروخية، وهجمات مباشرة على مواقع حيوية، وتهديدات نووية متبادلة، وهو ما يجعل حديث ترامب عن 'سلام قريب' مثيرًا للاستغراب والتساؤل.

ردود أفعال متباينة

وقد أثارت تصريحات ترامب تفاعلًا واسعًا على المستويين الأمريكي والدولي. البعض رأى فيها دعاية انتخابية مبكرة يسعى من خلالها لاستعراض أوراقه الدبلوماسية في طريقه نحو العودة المحتملة للبيت الأبيض، بينما رأى آخرون أنها تعكس وجود قنوات اتصال حقيقية خلف الأبواب المغلقة، ربما تكون بعيدة عن أعين الإعلام.

إيران وإسرائيل: عداء عقائدي وصراعات بالوكالة

العلاقات بين إيران وإسرائيل تُعد من أكثر العلاقات توترًا في النظام الدولي، نظرًا لاختلاف العقائد والسياسات، وتورط الطرفين في صراعات غير مباشرة في عدة دول مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن، إلى جانب الحروب الإلكترونية المتبادلة والاغتيالات المتكررة لعلماء نوويين وقادة عسكريين.

هل يُمكن تحقيق السلام فعلًا؟

المحللون السياسيون يرون أن تصريح ترامب، وإن بدا طموحًا، إلا أنه يفتقر إلى مؤشرات حقيقية على الأرض، خصوصًا مع استمرار الحشد العسكري، وتعنت الطرفين في مواقفهما. ويظل السؤال الأهم: هل يملك ترامب حقًا أوراقًا قادرة على تحقيق انفراجة تاريخية بين خصمين لدودين؟