تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أمس، في ظل تصاعد القتال بين إسرائيل وإيران لليوم الخامس على التوالي، ما أثار حالة من الحذر في الأسواق العالمية قبيل صدور قرار السياسة النقدية من مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأدى النزاع الجوي بين البلدين، الذي اندلع يوم الجمعة الماضي عقب شن إسرائيل ضربات استهدفت منشآت نووية داخل إيران، إلى تفاقم المخاوف من تعطل إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة.

وتزامن ذلك مع صعود أسهم قطاع الطاقة الأميركية خلال تداولات ما قبل الافتتاح، مدعومة باستمرار ارتفاع أسعار النفط وسط حالة من عدم اليقين. فقد ارتفعت أسهم «شيفرون» و«إكسون موبيل» بنسبة 0.7% لكل منهما، في حين صعدت أسهم «أوكسيدنتال بتروليوم» بنسبة 1%، و«ديفون إنرجي» بنسبة 1.4%.

ويأتي هذا الارتفاع قبيل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المرتقب اليوم (الأربعاء)، والذي يتوقع على نطاق واسع أن يبقي خلاله صانعو السياسة النقدية أسعار الفائدة دون تغيير. وتظهر بيانات أداة «فيد ووتش» أن الأسواق تسعر حاليا خفضا بنحو 49 نقطة أساس في أسعار الفائدة بحلول نهاية 2025، مع احتمالية تبلغ 59% لخفض مقداره 25 نقطة أساس في سبتمبر المقبل.

وخلال تعاملات أمس، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بمقدار 221 نقطة (0.52%)، فيما انخفضت عقود «ستاندرد آند بورز 500» بـ30.75 نقطة (0.51%)، وتراجعت عقود «ناسداك 100» بـ120 نقطة (0.55%).

وفي سياق سياسي - اقتصادي داخلي، كشف الجمهوريون بمجلس الشيوخ في وقت متأخر من الاثنين عن تعديلات مقترحة على مشروع قانون الرئيس دونالد ترمب الشامل لخفض الضرائب، والذي كان قد أقر في مجلس النواب في مايو.

وقال محللو «غولدمان ساكس» إن نسخة مجلس الشيوخ تشبه إلى حد كبير نظيرتها في مجلس النواب من حيث التأثير المالي القريب الأجل، لكنها قد تضيف مئات المليارات من الدولارات إلى تكلفة القانون على مدى العقد المقبل. وفي المقابل، تراجعت أسهم شركات الطاقة الشمسية بشكل حاد عقب هذه التعديلات، والتي تضمنت إلغاء تدريجيا للإعفاءات الضريبية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بدءا من عام 2028. وانخفض سهم «إنفيس إنرجي» بنسبة 16.8%، و«صن ران» بنسبة 28.3%، و«سولار إيدج تكنولوجيز» بنسبة 21.2%، بينما فقد سهم «فيرست سولار» نحو 12% من قيمته.

وفي المقابل، شهدت أسهم الطاقة النووية ارتفاعا ملحوظا بعد أن مدد مجلس الشيوخ الاعتمادات الضريبية لهذا القطاع حتى عام 2036، حيث صعد سهم «أوكلو» بنسبة 2.8%، و«نانو للطاقة النووية» بنسبة 2.6%.