اخبار اليمن
موقع كل يوم -صحيفة ٤ مايو الالكترونية
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
4 مايو/ تقرير / رامي الردفاني
أن في ذاكرة الشعوب، هناك تواريخ لا تُنسى، ليس لأنها مجرد محطات زمنية، بل لأنها لحظات مفصلية غيرت مجرى التاريخ، وخلفت جراحاً لا تندمل 'ويأتي 7 يوليو 1994م في مقدمة هذه التواريخ بالنسبة للجنوبيين، ليس كيوم عادي في تقويم الأحداث، بل كـ'نكبة وطنية' سقطت فيها الدولة الجنوبية تحت وطأة الاجتياح العسكري لقوات صنعاء اليمنية وبدأ معها فصل طويل من الاحتلال، التهم الأرض والهوية والسيادة.
وفي صيف عام 1994م، وبعد أشهر من الخديعة السياسية والتجهيزات العسكرية بين شريكي 'الوحدة اليمنية' المعلنة في 22 مايو 1990، اجتاحت قوات الشمال اليمني العاصمة الجنوبية عدن، في عملية عسكرية واسعة النطاق، أنهت فعلياً ما تبقى من الشراكة، وفرضت واقعاً جديداً بقوة السلاح الذي يكسوه الغدر والخيانة
وذلك لم يكن الاجتياح مجرد انتصار عسكري، بل كان إعلاناً صريحاً عن سقوط الدولة الجنوبية، وبدء مرحلة من التهميش الممنهج، والإقصاء السياسي، والنهب الاقتصادي، والتدمير المؤسسي.
' الوحدة اليمنية المشؤومة التي تحوّلت إلى احتلال'
دخل الجنوب الوحدة طوعاً، لكنه خرج منها قسراً وما حدث بعد 7 يوليو لم يكن 'تصحيحاً لمسار الوحدة' كما زعمت القوى اليمنية ، بل كان احتلالاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وذلك مامرسه الاحتلال اليمني خير شاهد منها تسريح عشرات الآلاف من الكوادر العسكرية والمدنية الجنوبية و نُهب مؤسسات الدولة و تدمير بنيتها التحتية وفُرض سياسات إقصائية همّشت الجنوبيين من مراكز القرار وتحوّيل العاصمة عدن إلى مدينة منكوبة اقتصادياً واجتماعياً، بعد أن كانت عاصمة مدنية متقدمة علمياً وثقافياً واقتصاديا.
كما أن كل جنوبي يحمل في ذاكرته جراح 7 يوليو وهو تاريخ، لحظة سقوط حلم، وانكسار كرامة، وبدء رحلة طويلة من النضال لاستعادة الحق المشروع في استعادة الدولة.
وفي كل بيت جنوبي حكاية عن ذلك اليوم أما شهيد، أو معتقل، مهجّر، أو موظف تم طرده من عمله وفي كل شارع جنوبي، هناك آثار قصف أو نهب وفي كل قلب جنوبي، غصة لم تبرأ، وإرادة لم تنكسر.
كما أن من تاريخ 7 يوليو المشؤوم، وُلدت المقاومة الجنوبية، وتشكّلت الهوية الوطنية من جديد، وبدأت رحلة استعادة الدولة الجنوبية في انطلاق الحراك السلمي في عام 2007م ،المطالب بالإنصاف والعدالة وبعدها تحول مسار النضال إلى تشكيل مقاومة مسلحة في وجه الغزو الحوثي في عام 2015م كما تجسد مسار النضال الوطني التحرري في تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي لقضية شعب الجنوب الذي بإرادته الوطنية وبحنكة الرئيس عيدروس الزبيدي أعاد للجنوب مؤسساته الأمنية والعسكرية، لخوض معركة سياسية وعسكرية لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
وفي كل عام، يعود تاريخ 7 يوليو ليذكّر العالم أن هناك شعباً جنوبيا لم ينسى، ولم يتراجع تقرير مصيره .. أنه شعبٌ يرى في هذا اليوم رمزاً للخذلان، لكنه أيضاً يرى فيه شرارة الوعي، وبداية الطريق نحو التحرير.