اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
كشفت دراسة علمية حديثة أن نيزكا قمريا عثر عليه في المغرب يعد أحد أحدث الصخور البركانية القادمة من سطح القمر التي تم اكتشافها على الأرض، ويبلغ عمره حوالي 2.35 مليار سنة، ما يغطي فجوة زمنية تقارب مليار سنة في السجل الجيولوجي المعروف لنشاط القمر البركاني.
النيزك، المعروف باسم Northwest Africa 16286 (NWA 16286)، تم العثور عليه في شمال إفريقيا سنة 2023 ويزن 311 غراما، ويعد من بين 31 نيزكا قمريا بركانيا فقط تم التعرف عليها رسميا على كوكب الأرض.
وقدم علماء من جامعة مانشستر البريطانية تحليلات متقدمة للصخرة باستخدام تقنيات التحليل الطيفي ونظائر الرصاص، وأكدوا أن مصدرها هو الجانب المرئي من القمر، وتحديدا من منطقة Oceanus Procellarum.
ويعد هذا الاكتشاف مفاجئا للعلماء، لأنه يثبت أن النشاط البركاني على سطح القمر استمر لفترة أطول مما كان يعتقد سابقا، إذ تركزت أغلب العينات السابقة من بعثات 'أبولو' و'لونا' و'تشانغ إي' في فترة تتراوح بين 3.5 و4.3 مليارات سنة، أما العينة الجديدة، فتوفر أول دليل مادي على أن النشاط الداخلي والحراري للقمر ظل قائما حتى قبل 2.3 مليار سنة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جوشوا سناب، الباحث الرئيسي في الدراسة: 'هذا النيزك يملأ فجوة زمنية هائلة في معرفتنا بنشاط القمر، ويُظهر أن العمليات الحرارية في باطنه استمرت فترة طويلة نتيجة التحلل الإشعاعي للعناصر'.
وقد تم عرض نتائج الدراسة لأول مرة يوم 9 يوليوز 2025، خلال فعاليات مؤتمر 'غولدشميت 2025' (Goldschmidt Conference) الذي انعقد في العاصمة التشيكية براغ، وهو من أبرز المؤتمرات العالمية المتخصصة في علوم الأرض والكيمياء الجيولوجية.
وتحمل العينة صفات مميزة، منها احتواؤها على معادن الأوليفين ومستويات غير معتادة من البوتاسيوم والتيتانيوم، مما يعكس خصائص جيولوجية فريدة تختلف عن صخور البعثات السابقة. وينتظر أن تساهم هذه العينة النادرة في توجيه وجهات البعثات القمرية المستقبلية، ودعم الأبحاث المتعلقة بتطور القمر وتاريخه الجيولوجي الممتد.