مباشر- أكد رئيس الوزراء الأسترالي كير ستارمر أنه لن يتراجع أمام الضغوط للموافقة على بناء سفارة ضخمة جديدة مثيرة للجدل في لندن، ردا على التهديدات الأخيرة من بكين والتي ألقت بظلال من الشك على محاولات المملكة المتحدة لتحسين العلاقات.

وعندما سُئل ستارمر في مقابلة مع بلومبرج عما إذا كان سيسمح للصين بفرض سيطرتها على بريطانيا بعد أن حذرت من 'العواقب' إذا لم يمضي مشروع لندن قدمًا، أجاب: 'لا'.

وأضاف رئيس الوزراء أن 'القرار بشأن السفارة سيتم اتخاذه بالطريقة الصحيحة بغض النظر عن أي آراء أو ضغوط من أي أحد'.

شهدت العلاقات مع الصين توتّرًا في عهد الحكومة السابقة بسبب سلسلة من مزاعم التجسس والقرصنة، بالإضافة إلى معارضة المملكة المتحدة لدعم الصين لحرب روسيا في أوكرانيا. سعى ستارمر إلى تهدئة هذه التوترات منذ توليه السلطة العام الماضي، وبناء علاقة اقتصادية أوثق، لا سيما في مجال الخدمات المالية

لكن ماولة تحسين العلاقات اصطدمت في الأسابيع الأخيرة بضغوط من مختلف الأحزاب على رئيس الوزراء لإعادة النظر في نهجه، بعد انهيار قضية التجسس التي اتُهم فيها بريطانيان في المملكة المتحدة بالتجسس لصالح بكين.

في الأسابيع التي تلت إسقاط المحاكمة، أجّلت حكومة ستارمر إلى ديسمبر/كانون الأول البتّ النهائي في طلب الصين فتح سفارة جديدة في مدينة لندن، الأمر الذي أثار مخاوف أمنية لقربه من مواقع حساسة. ردًّا على ذلك، صرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، الأسبوع الماضي بأنّ على المملكة المتحدة 'الوفاء بالتزاماتها والوفاء بها فورًا، وإلاّ سيتحمّل الجانب البريطاني جميع العواقب'.

وقال إن بريطانيا أظهرت 'تجاهلاً لروح التعاقد، وتصرفت بسوء نية وبدون نزاهة'.

اتخذ ستارمر موقفًا أكثر صرامة تجاه الصين من ذي قبل، إذ قال في مقابلة مع بلومبرغ إنه ينبغي للصين التوقف عن شراء النفط الروسي، في ظل سعي حلفاء أوكرانيا لزيادة الضغط على الكرملين بشأن حربه. وأوضح رئيس الوزراء أنه تحدث إلى الرئيس دونالد ترامب حول هذه القضية قبل اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع.

حثت وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين بريطانيا على رفع العقوبات التي فرضتها على عدد من الشركات الصينية إلى جانب شركة روسنفت الروسية وشركة لوك أويل قبل أسبوعين، قائلة إنه لا ينبغي التدخل في التعاون 'الطبيعي' بين الشركات الصينية والروسية.

وأعرب ستارمر أيضًا عن قلقه بشأن فرض الصين ضوابط تصدير على المعادن النادرة، وهو ما قد يجبر الشركات الغربية على تسليم معلومات حساسة لبكين.

أعتقد أنها قضية استراتيجية سنتناولها مع دول أخرى، كما قال. 'لقد ناقشنا هذا الأمر باستفاضة في قمة مجموعة السبع في كندا في وقت سابق من هذا العام، وتحديدًا فيما يتعلق بكيفية تعاون دول مجموعة السبع في مجالات مثل المعادن النادرة، لأننا بحاجة إلى ذلك'.