أكد الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، أن المشروع الصهيوني لا يمكن أن يتحقق في المنطقة إلا عبر تفكيك الجيوش الوطنية الكبرى، وفي مقدمتها الجيوش السوري والعراقي والمصري، مشيرًا إلى أن هذا المسار ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من عقيدة استراتيجية قديمة تبناها مؤسس الكيان الصهيوني 'دافيد بن غوريون'، الذي أدرك مبكرًا أن قوة هذه الدول تكمن في جيوشها، وأن أي استقرار لإسرائيل في محيطها لا يتم إلا بتدمير هذه الأعمدة الصلبة.

وأوضح سيد أحمد، في مداخلة هاتفية لبرنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ما يجري على الأرض منذ عام 2011 وحتى اليوم، ليس صراعًا داخليًا بريئًا، بل حرب مفتوحة بالوكالة، شاركت فيها جماعات متطرفة ارتدت عباءة الدين، لكنها في حقيقتها نفذت أجندات استخباراتية خارجية، خدمت بشكل مباشر أهداف المشروع الصهيوني ـ الأمريكي.

وأضاف أن من يتصدرون المشهد حاليًا، وعلى رأسهم أبو محمد الجولاني، لا يمثلون تطلعات الشعب السوري، بل يمثلون أدوات وظيفية لتدمير ما تبقى من الدولة السورية. وتابع قائلًا: 'أي حديث يصدر عن الجولاني حول وحدة سوريا أو مقاومة الاحتلال، هو في جوهره محاولة لخداع الرأي العام، فالرجل نفسه هو من أسال دماء السوريين، وساهم في ضرب مؤسسات الدولة، ومهد الطريق للغارات الإسرائيلية التي باتت تضرب مواقع حساسة وسط صمت مريب من أدوات الداخل.'

ولفت سيد أحمد إلى أن الجيش العربي السوري ظل لعقود أحد أقوى الجيوش في الإقليم، وكان شوكة في حلق الاحتلال الإسرائيلي، ولهذا السبب تم استهدافه بطرق ممنهجة عبر تفكيك مؤسساته، وتحييد قياداته، وإشعال الفتن الطائفية في مناطقه.

وشدد على أن نفس السيناريو تكرر مع الجيش العراقي بعد الغزو الأمريكي، ومع الجيش المصري من خلال محاولات استنزافه في معارك داخلية، مؤكدًا أن وحدة الجيوش الوطنية هي العقبة الوحيدة أمام بقاء إسرائيل آمنة وقوية.

واختتم أستاذ علم الاجتماع السياسي حديثه بالتأكيد على أن الحفاظ على الجيوش العربية، ودعم الدولة الوطنية، هو خط الدفاع الأول في مواجهة المشروع الصهيوني الذي لا يزال مستمرًا في تغيير خرائط المنطقة وتحطيم قوتها الذاتية.