شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا خلال التعاملات المسائية اليوم الجمعة، مع استمرار الصعود نحو تسجيل مكاسب أسبوعية قوية، ويعكس هذا الارتفاع تقييم المستثمرين لاحتمالات تعطل الإمدادات وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، رغم توافر الإمدادات العالمية.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بقيمة 1 دولار، أي ما يعادل 1%**، لتصل إلى 78.61 دولار للبرميل، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 65 سنتًا، أو 0.11%، لتسجل 74.29 دولار للبرميل.

كما تتجه أسعار النفط نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية منذ فبراير 2023، حيث من المتوقع أن ترتفع العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 8%، في حين من المنتظر أن تسجل العقود الآجلة للخام الأمريكي زيادة أسبوعية قدرها 8.2%، وهي أكبر مكاسب أسبوعية منذ مارس من العام الماضي.

وتأتي هذه الزيادة مدفوعة بتصاعد المخاوف من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، ما يزيد من احتمالات تأثيره على الإمدادات النفطية العالمية، وهيمنت المخاوف من ردود فعل عسكرية محتملة بين إسرائيل وإيران على الأسواق العالمية، حيث تأثرت أسعار النفط والأسهم بشكل مباشر.

ورغم تسجيل بعض المكاسب في مؤشرات الأسهم العالمية، فإن حالة الترقب بشأن ضربات انتقامية محتملة من إسرائيل ضد إيران حدت من حجم هذه المكاسب.

في هذا السياق، يعتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط أمر غير مرجح، رغم الحديث عن إمكانية تنفيذ ضربات أمريكية تستهدف منشآت النفط الإيرانية ردًا على الهجوم الإيراني على إسرائيل، هذه التوترات المتصاعدة تضع المستثمرين في موقف حذر، وسط توقعات بأن تؤدي إلى تغييرات كبيرة في الأسواق.

بدأ الارتفاع المتواصل في أسعار النفط يعيد تشكيل ملامح الأسواق العالمية، حيث دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم توقعاتهم بشأن التضخم والسياسات النقدية، كما أنه إذا استمرت هذه التوترات وواصلت الأسعار ارتفاعها، فإن احتمالات ارتفاع التضخم ستتعزز، ما قد يؤثر على سياسات البنوك المركزية.

من جانبه أشار جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن البنك قد يستمر في تخفيف أسعار الفائدة بحذر، مؤكدًا أن التصاعد في أسعار النفط قد يلعب دورًا مهمًا في هذا النهج، وعلى الرغم من ذلك، أشار باول إلى قوة الاقتصاد الأمريكي كعامل يخفف من تأثير هذه الاضطرابات.

يترقب المستثمرون حاليًا صدور تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي لشهر سبتمبر، والذي يُتوقع أن يكون له تأثير كبير على الأسواق، خاصة في ظل المؤشرات الأخيرة التي أظهرت قوة في سوق العمل وقطاع الخدمات.